رياض الزهراء العدد 186 بادر شبابك
آمِني بِفوزِكِ ثُمَّ انطَلِقِي
جميعنا نقف أمام نوع من أنواع لجنة التحكيم، سواء كانت الأهل، أو مدير العمل، أو غيرهما، فيجب أن نراقب أفكارنا المتدفّقة، والرقابة الذاتية هي الناقد الداخلي، والمنبّه الذي يرنّ حين نستمرّ في تضييع الوقت، والصوت الذي يدوّي في عقولنا، فيناقش ويتساءل: ماذا نفعل أو نقول، ويبدي رأيه فيما إذا كانت في غير محلّها، أو خطأً، أو تضعنا في موضع الخطر، فيمنعنا من تبعاتها، وفي بعض الأوقات يكون رأيًا سديدًا، لكنّه قد يكون سببًا في إعاقتنا عن الخطوة القادمة، وقد يضيّع الفرص علينا، ممّا يؤدّي إلى أن نصبح غير جديرين بالثقة أمام مَن نعمل معهم، ومن ثمّ لا نشعر بالراحة، ويستطيع الآخرون رؤية ذلك بسهولة، ومن دون أن ندرك نصبح فريسة عادات سلوكية رتيبة، فيقضي معظمنا الكثير من الوقت بطريقة لا واعية في الرقابة الذاتية على أفكاره وأفعاله، وصناعة أفكار جديدة، وتخيّل نجاحها، وهنا مربط الفرس، وسرّ النجاح، والذي يُعرف أيضًا بتقنية الـ(هوبونوبونو) التي أحدثت ضجّة كبيرة في قانون الجذب، والتي تنصّ على أنّ ما يحدث لنا هو انعكاس لما نفكّر به، أي أنّ ما نعيشه هو امتداد لذواتنا. وتعدّ هذه التقنية وسيلةً لتنظيف الأفكار والبيانات السلبية من العقل، واستبدالها ببيانات إيجابية، لذلك نجد المشاركين في المباريات الرياضية والفائزين فيها يتّبعونها، فإذا سألنا أيّ رياضيّ عن استعداداته الأساسية من أجل الحدث الكبير من قبيل الألعاب الأولمبية، فسنجد أحد العوامل المهمّة لنجاحه هي تخيّل نفسه وهو يحقّق الفوز، على اختلاف نوعيّة النشاط الذي يقوم به، فكلّ رياضيّ يقضي بعضًا من وقته قبل بدء المباراة مباشرة بتخيّل النجاح، ويؤدّي دمج تخيّل النجاح مع ما يتمتّع به من قوى جسمانية خاصّة إلى تمكينه من معرفة ما يحتاج إليه من أجل الوصول إلى الهدف. وينطبق الأمر نفسه عليكِ، فإنّ ما تحتاجينه هو أن تثقي بنفسكِ وبقدراتكِ، وأن تتمتّعي بمهارة الإصرار على النجاح كمَن يدخل إلى المسابقة حاملًا درع الفوز، ويخرج منها وبيده درع الفوز نفسه، فآمني بنفسكِ ثمّ انطلقي.