رياض الزهراء العدد 186 الحشد المقدس
فَتوَى الدِّفاعِ الكِفائِيّ.. صِمامُ الأَمَانِ
الثالث عشر من حزيران عام (2014م) تاريخ لم يغب عن ذاكرة العراق والعراقيّين، إذ يُعدّ يوم الطاعة الحقّة لأمر المرجعية، ففي ذلك اليوم صدرت فتوى الدفاع الكفائي للذود عن أرض الوطن، وعن المقدّسات والعرض والشرف، فهبَّ العراقيّون صغارًا وكبارًا لتلبيتها؛ ليتركوا بذلك صفحة مشرقة عن تضحياتهم، وإرخاص أرواحهم في مقابل سلامة أرض الوطن ومقدّساته، والطاعة اللامتناهية للمرجعية التي هي بمثابة القائد للأمة. واستدعى ذلك من الجميع الوقوف مع المدافعين ومع هذه الفتوى بكلّ الوسائل، فبعضهم وقف بصوته، والآخر بعدسته، وهناك من وقف بقلمه وغيرهم الكثير، وخير شاهد على ذلك المجاميع الكبيرة والكثيرة من الكتب التي ذكرت أروع ما سطَّره هؤلاء الأبطال في سوح القتال بأقلام ولائيّة عراقيّة، وقد أُجريت عدّة بحوث ودراسات، كلّ منها تناول جانبًا معيّنًا من هذا الحدث، وهذه المواجهة التي دامت قرابة الأربع سنوات؛ لتقطف أجمل الورود من شباب هذه الأرض، دفاعًا عنها وعن أعراضهم ومقدّساتهم، ولم يغب عن الذاكرة تلبية كبار السنّ هذه الفتوى، ونحن نرى في الأيام العادية الضعف الجسدي لهؤلاء الشيبة، ومدى حاجتهم إلى الرعاية، إلّا أنّ هذه الفتوى أعادت إليهم روح الشباب؛ ليلتحقوا بركب سيّد الشهداء(عليه السلام)، ويكونوا أحياءً عند ربّهم يُرزقون. هذه الفتوى علّمتنا دروسًا، ومنحتنا شخصيات ملهمة هم بمثابة القدوة الحسنة، من الذين ضحّوا بأنفسهم دفاعًا عن الوطن ومقدّساته، فقد استُشهد هؤلاء الغيارى، وأرخصوا دماءهم التي سقت الأرض لنحيا نحن حياةً بلا ذلّة، حياة طيّبة كريمة. إذن هذه الفتوى كانت بمثابة صمام الأمان للعراق والعراقيين والعالم أجمعه، فخطر داعش هدّد العالم بأسره، لكن وجود المرجع الأعلى (دام ظله) حال دون ذلك، وأبطل مخطّطاتهم؛ ليعيش العراق حرًّا أبيًّا بدماء أبنائه مدى الحياة.