كَيفَ أصنَعُ طِفلًا مُحِبًّا للقراءَةِ؟

زينب شاكر السمّاك/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 198

تسعى كلّ أمّ لتربية أطفالها بطريقة تجعلهم يحظون بفرص أفضل في الحياة، لذا تبذل جهدًا كبيرًا في تنشئة أطفالها لتضمن لهم مستقبلًا زاهرًا. وتتساءل أغلب الأمّهات عن كيفية تنشئة شخصية مميّزة لأطفالهنَّ، ومن أيّ عمر تبدأ بتثقيفهم، وأنسب الطرق التي يجب أن تستخدمها معهم. إنّ الطفل صفحة بيضاء، والأبوان هما مَن يبدآن بكتابة أولى الحروف، وهذه الحروف ستكون الأساس في التكوين الأخلاقي والثقافي له، لذا قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): "العلم من الصغر كالنقش في الحجر"(1)، لأهمّية التعلّم في الصغر، وهنا يبرز الدور الأساسي للوالدين. وتتساءل الأمّ: كيف يكون ذلك؟ إنّ المفتاح الأساسي لتكوين شخصية طفل مثقّف ومتّزن هو أن نجعله محبًّا للقراءة والاطّلاع على الكتب، وهذه ليست بالمهمّة السهلة وسط الكمّ الهائل من المغريات المتوافرة في الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحية، لكنّها ليست بالمستحيلة، ولا تحتاج إلى عناء كبير. فالأمّ هي المدرسة الأولى التي يستقي منها الأبناء معتقداتهم ومبادئهم، وهي التي يجعلونها مثالًا يُحتذى به، إذن عليها أن تبدأ بنفسها أولًا، وتجعل القراءة من أولويات حياتها، وبهذه الطريقة سيقتدي الطفل بصورة لا إرادية بأمّه، ويلتجئ إلى القراءة كلّما نضج وكبر. وتوجد العديد من المكتبات المنتشرة في أنحاء البلاد، وأبرزها مكتبة أمّ البنين (عليها السلام) النسوية. اختلف علماء نفس الطفل في العمر الذي لابدّ من أن تبدأ به الأمّ في تشجيع طفلها على القراءة ما بين عمر السنة وعمر الأربع سنوات عن طريق سرد القصص له، ويُفضّل أن تكون قصصًا مصوّرةً، وفي حال عدم توافرها يكون سرد القصّة بصورة تفاعلية، وقصص الأطفال متوافرة في جميع المكتبات، لكن الأفضل اختيار المحتوى الجيّد بحسب المرحلة العمرية. أمّا في الأعمار المتقدّمة قليلًا، فيبدأ بتعلّم مهارات القراءة والكتابة في المدرسة، ويمكن أن تبدأ الأمّ معه مرحلة القراءة المشتركة، وبالإمكان اختيار قصّة أو كتاب لطيف، ومشاركة الطفل القراءة أو مع باقي أشقائه. ويمكن استثمار التطوّر التكنولوجي والسماح للأطفال باستخدام الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحية؛ لتثبيت التطبيقات الخاصّة بالقراءة المفيدة والآمنة، وبذلك يُمكن للأطفال أن يحصلوا على مساحة جيّدة من القراءة بدون قلق مع متابعة مستمرّة. وعلينا بصفتنا مربّين الالتفات إلى ضرورة توافر مكتبة جميلة في غرفة الطفل، يضاف إليها بين الحين والآخر كتاب جديد يتناسب مع التقدّم الزمني والعمري له، وجعله مسؤولًا عن ترتيبها وتنظيمها، ومتابعة ما يمكن إضافته إلى تلك الرفوف، وبهذه الطرق البسيطة سيعتاد طفلكِ على رائحة الورق، وسحر الكلمات تدريجيًا. على الوالدين إدراك أهمّية القراءة بالنسبة إلى الأطفال منذ صغرهم، فهي سمة أساسية في تكوين شخصية الأبناء ومدّهم بالمعلومات والثقافات المختلفة والتي بدورها تكون الدرع الحصين لهم في هذه الحياة. .................................. (1) بحار الأنوار: ج 1، ص 224.