الخَلَايَا الجِذعِيَّة
هي خلايا غير متخصصة، ولكن يمكنها أن تتمايز إلى خلايا متخصصّة، مع تميّزها بقدرتها على الانقسام لتجدد نفسها باستمرار. يُعد اكتشاف الخلايا الجذعية من الاكتشافات الطبية الحديثة نسبياً، ويُعوَّل عليها أن تكون مصدراً مهماً في علاج الكثير من الأمراض المزمنة والإصابات الخطيرة، كأمراض الكلى، والكبد، والبنكرياس، وإصابات الجهاز العصبي والهيكل العظمي. توجد الخلايا الجذعية في أعماق الجسم أي في النخاع العظمي، كما أنها موجودة في دم الحبل السري وأنسجته، وحتى في المشيمة نفسها، إن الخلايا الجذعية هي خلايا بدائية غير متمايزة وفي حالة حدوث مرضٍ في جسم الإنسان أو عطب فالجزء الصلب يرسل إشارات إلى أماكن تواجد الخلايا الجذعية في نخاع العظام، فيتجاوب النخاع العظمي بإرسال خلايا جذعية إلى المنطقة المصابة، وهنالك تتحول الخلايا الجذعية من حالتها البدائية إلى حالة التخصص، بحيث تصبح تماماً مثل خلايا المنطقة المصابة، وتعمل على شفاء ذلك العضو المصاب، أمّا في حالات ازدياد المرض فإن التجاوب من الخلايا الجذعية ينعدم ويزداد المريض مرضاً. مصادر الخلايا الجذعية يُمكن الحصول على الخلايا الجذعية من المصادر الآتية: 1. المشيمة والحبل الشوكي والسائل الأمنيوسي. 2. الأطفال والبالغون. 3. الأجنة المجهضة. 4. الفائض من لقائح أطفال الأنابيب. 5. الاستنساخ العلاجي. تطبيقات الخلايا الجذعية تُعد المعالجة بالخلايا الجذعية طريقة واعدة للعلاج إلا أنها لم تصل بعد إلى حدّ الاستخدام اليومي إلا في أمراض الدم كسرطان الدم، حيث تُفصل الخلايا الجذعية من الدم أو نخاع العظم ويُحتفظ بها، ومن ثم يتم القضاء على الخلايا السرطانية في الدم باستخدام عقاقير قاتلة، وبعدها يُعاد تكوين الدم باستخدام الخلايا الجذعية المحفوظة، وأثبتت التجارب العلمية فعالية العلاج بالخلايا الجذعية في علاج فشل نخاع العظم، حيث تُزرع في المريض خلايا جذعية من متبرع مطابق له، ويتم علاج بعض أمراض القلب والشرايين باستخلاص خلايا جذعية من نخاع عظم جسم المريض، وزراعتها في مزارع خلوية، ثم حقنها في الشريان التاجي لعضلة القلب المعطوبة نتيجة الإصابة بجلطة في الشريان المغذي للقلب، وقد أدى حقن خلايا جذعية في البنكرياس في دراسة حديثة إلى علاج مرض السكري بشكل كامل. استطاع علماء إنتاج أجزاء من الجلد معملياً باستخدام خلايا جذعية استُخرجت من مرضى حروق فقدوا ما يعادل 80% من جلودهم، وزراعتها في مناطق مختلفة من أجسامهم، سرعان ما نمت هذه الخلايا في مدة لم تتجاوز 6 أشهر معوضة عن 95% من الجلد المفقود.