رياض الزهراء العدد 186 طفلك مرآتك
حَكايا يَحيى وَجَنى
في طريق العودة من المدرسة كان يسير يحيى مبتهجًا مسرورًا، واضعًا يده بيد أخته جنى، لكنّه أحسّ بأنّها لم تكن على ما يرام، فلم تكن كعادتها، كانت صامتة، تسير بخطوات متثاقلة جعلت من حركته ثقيلة متباطئة. لذا توقّف والتفت إليها قائلًا: ـ ما بكِ أخيّتي؟ هل أنت بخير؟ هل حصل شيء مزعج اليوم في المدرسة؟ ـ جنى: أنا لم أعد أحبّ المدرسة، لا أريد أن أذهب إليها مجدّدًا!! ـ يحيى وهو مندهش: لماذا؟! فلطالما كنتِ تحبّين التعلّم، وإنّكِ متفوّقة في دروسكِ، فبالعلم تصبح حياتكِ مضيئة، أليس العلم نورًا؟! فكلامكِ بالعلم يصبح ألطف، وسلوككِ أجمل، وتصلين به إلى ما تطمحين إليه، فيحترمكِ الناس، وينتفعون من علمكِ ومعرفتكِ، ثمّ ألا تريدين أن تدخلي الجنّة، وترين أحبّ خلق الله؟! ـ جنى: وما علاقة الجنّة بالعلم والدراسة يا أخي؟ يحيى: يبدو أنّكِ فعلًا لستِ على ما يرام! ألا تذكرين كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي قاله لنا والدنا ونحن جالسون منذ أيام؟ ـ جنى: ممممم... لا أتذكّر، ما كان؟ - تبسّم يحيى قائلًا: حسنًا سأذكّركِ به، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلتَمِسُ فيه عِلمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ»(1)، هل تذكّرتِه؟ - جنى: نعم، تذكّرته يا أخي. - يحيى: وماذا الآن؟ هل ما تزالين ترفضين الذهاب إلى المدرسة والتعلّم؟ ـ جنى: كلّا، بل سمعًا وطاعة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) معلّمنا الأول، وسأستمرّ في الدراسة. - يحيى: اللهمّ صلّ على محمّد نبيّنا الأعظم ومعلّمنا، وعلى آله الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين). - جنى: شكرًا لكَ يا أخي على تذكيري، زادكَ الله علمًا ونورًا. - يحيى: عفوًا يا أختي العزيزة، والشكر لله تعالى الذي بعث لنا رسوله الأكرم؛ ليحبّبنا بالعلم والمعرفة، وليخرجنا من ظلمات الجهل والضلالة. وهكذا استمرّا في مسيرهما إلى المنزل بكلّ همّة وحيوية وسرور. ....................... (1) موسوعة العقائد الإسلامية، محمّد الريشهري: ج ٢، ص ٢٤٧.