السَّيِّدَةُ سَكِينَةُ (عليها السلام)

ابتسام شريف الماجدي/ كركوك
عدد المشاهدات : 175

سيّدة من الهواشم، هي رمز من رموز الوقار والهيبة، أُطلق عليها اسم (سَكينة، بفتح السين) لما لها من الهدوء والسكينة، أمّا اسمها الحقيقي فهو (آمنة) على اسم جدّتها أمّ النبيّ (صلى الله عليه وآله). وُلِدت ونشأت في بيت النبوّة وأهله الذين ذكرهم الله في كتابه الكريم، فقال عزّ من قائل: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (الأحزاب: 33)، وقد حباها الله تعالى بالكمال ممّا ورثته من أبيها الإمام الحسين (عليه السلام)، أمّا أمّها فهي الرباب ابنة امرئ القيس سيّد قومه. تفوّقت السيّدة سكينة على نساء عصرها بالزهد والعبادة, وعاشت في كنف أربعة من الأئمة المعصومين ، وهم: أبوها، وعمّها الحسن، وأخوها زين العابدين، وابنه محمّد الباقر . كانت (عليها السلام) ذات حسن وجمال فائق، انفقته في التعبّد والخشوع لله تعالى، حتى وصفها أبوها الحسين (عليه السلام) بأنّها دائمة التفكّر في الله تعالى، وكانت لها وقفة مشرّفة في واقعة كربلاء عندما قدمت إليها مع أهلها وهي في الرابعة عشر من عمرها، وكانت تحمي الأطفال والنساء مع عمّتيها السيّدة زينب وأمّ كلثوم (عليهما السلام)، وبعد استشهاد أبيها وإخوتها وأبطال الطفّ كانت في صفوف السبايا، وبرز دورها الإعلامي الواسع في توعية الناس ونشر حقائق واقعة كربلاء بكلّ تفاصيلها في أثناء مسير القافلة إلى الشام ومرورها بالقبائل، وكانت شجاعة صلبة كعمّتها زينب (عليها السلام)، ذات عنفوان ورثته من جدّها أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولها الفضل الكبير في بثّ مواطن الظلم الذي وقع على أهلها في كربلاء، وكسب موالاة العديد من القرى بإظهار الحقّ ومعالم الدين الإسلامي الذي كان مستضعفًا في تلك الحقبة. توفّيت (سلام الله عليها) في المدينة المنوّرة، مثالًا للشجاعة والعفّة والزهد والعلم، وريثة النبوّة، ومن أنبل نساء العالم بعد سيّدة نساء العالمين (سلام الله عليها)، وأمّها فاطمة وعمّاتها (عليهنَّ السلام)، فهي خير مثال يُقتدى به، فالسلام عليها يوم وُلِدت، ويوم ارتحلت عن الدنيا، ويوم تُبعث مع الحسين (عليه السلام).