رياض الزهراء العدد 187 نور الأحكام
"بَادِرُوا أَولادَكُم..."
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (التحريم:6). وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "مَن قبّل ولده كتب الله له حسنة، ومَن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة، ومَن علّمه القرآن دُعِي بالأبوين فكُسيا حلّتين يضيء من نورهما وجوه أهل الجنّة"(1). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "لئن يؤدّب أحدكم ولده خير له من أن يتصدّق بنصف صاع كلّ يوم"(2). ويُروى عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنّه قال: جاء رجل إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، ما حقّ ابني هذا؟ قال: "تُحسن اسمه وأدبه، وضعه موضعًا حسنًا"(3). ومن المعروف عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه كان يكثر من تقبيل الحسن والحسين (عليهما السلام) حتى قال له أحدهم: "إنّ لي عشرةً من الأولاد ما قبّلتُ واحدًا منهم، فقال: ما عليّ إن نزع الله الرحمة منكَ"(4)، وعنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "قبّلوا أولادكم، فإنّ لكم بكلّ قُبلة درجةً في الجنّة، ما بين كلّ درجتين خمسمائة عام"(5). وهكذا نجد جميع الدراسات التربوية الحديثة تتّفق مع تراث أهل البيت (عليهم السلام)، فإذا أردنا أن نضع أساسًا متماسكًا قويًا للروح والعقل والإرادة، فلا بدّ من أن لا نتخطّى تعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، حيث وضعوا لنا منهجًا أخلاقيًا وعلميًا متكاملًا يتناسب مع كلّ مرحلة عمرية للطفل، حتى تصل به إلى مرحلة ما بعد البلوغ. وأخيرًا نقول: قلب الحدث صفحة بيضاء، إذا لم يضع الوالدان بصمتهما الطيّبة فيها، وضعها الآخرون، فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة"(6). ................................. (1) بحار الأنوار: ج7، ص 304. (2) وسائل الشيعة: ج ٢١، ص ٤٧٦. (3) المصدر السابق: ج ١٥، ص ١٩٨. (4) مكارم الأخلاق: ص284 ـ 285. (5) جامع أحاديث الشيعة: ج21، ص415. (6) الكافي للكليني: ج6، ص47.