رياض الزهراء العدد 189 نور الأحكام
«أَفضَلُ نِساءِ أُمّتِي...»
المهر لغةً الصداق، وهو ما تستحقّه الزوجة من زوجها في ضمن عقد الزواج، ووردت مرادفات لكلمة المهر في القرآن الكريم في مواضع متعدّدة، من قبيل الأجر، والصداق، والفريضة، والنِحلة، وغيرها، كقوله تعالى: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً...) (النساء: ٤). وقد شُرِّع المهر للحفاظ على حقوق الزوجة وصونها، وهو دليل على أنّ الشريعة الإسلامية تحافظ على حقوق المرأة ومصلحتها في الحياة الزوجية، ومن المستحبّ في الشريعة الإسلامية أن يكون المهر قليلًا لا يكلّف الزوج، فقد رُوِي عن رسول الله أنّه قال: «أفضل نساء أمّتي أصبحهنَّ وجهًا، وأقلّهنَّ مهرًا»(1). ورسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم هو أول مَن طبّق هذا المبدأ الفاضل على بضعته الجليلة الزهراء عليها السلام؛ ليكونوا قدوة للمسلمين، وسنّة يتّبعها الآخرون، ولأنّ شؤم المرأة في غلاء مهرها، فقد رُوِي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «...من بركة المرأة قلّة مهرها، ومن شؤمها كثرة مهرها»(2)، فكثرة المهر لا تزيد من حظّ الزوجة ولا من شأنها، بل قد يكون سببًا في تعاستها، فنسأل الله السعادة والهناء لكلّ الزوجات المسلمات، وأن تكون بيوتهنَّ مملوءة بالمودّة والألفة والمحبّة. ........................ (1) وسائل الشيعة: ج20، ص30. (2) وسائل الشيعة: ج21، ص250.