كَيفَ تَرتَقِي المَرأَةُ؟

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 154

مضمون السؤال: في وسط زحام الحياة تحاول المرأة مثل الرجل التغلّب على الصعاب، لكن تظلّ إمكاناتها محدودة جدًا بالمقارنة به، مثل حضور صلاة الجماعة وما يعقبها من محاضرات، والجلوس مع العلماء الأجلّاء، وحضور الدروس والجلسات الدينية، وغيرها، فكيف تعوّض المرأة كلّ ذلك؟ مع العلم أنّ انشغالها بالبيت والأولاد يأخذ كلّ وقتها، حتى الأمور الواجبة كالصلاة تكون أحيانًا وسط زحام الأطفال. مضمون الردّ: نقدّر معايشتكم لهذه المشكلة الشاغلة لبال أغلب النساء المهتمّات بشؤون أنفسهنَّ، ونريد أن نؤكّد مبدئيًا على أنّه لا ذكورة ولا أنوثة في عالم الأرواح، فإنّ الله تعالى عامل تلك اللطيفة الربّانية المسمّاة بـ(الروح) معاملةً واحدةً، ووعد بأن لا يضيّع عمل عامل من ذكر أو أنثى، وعليه فإنّ المرأة ليست معفيّة من برنامج التكامل العلمي والسلوكي. وأمّا آليّة هذا التكامل، فإنّه بفضل انتشار وسائل الثقافة المسموعة والمرئية والمكتوبة، فإنّ المرأة المصرّة على خوض هذا الغمار يمكنها ذلك إذا كانت جادّة في قصدها، فإنّنا اليوم نرى الكثير من النساء يتدرّجنَّ في مدارج الثقافة إلى حدّ التخصّص، ثم مزاولة الأعمال الدقيقة، مع تكوين الأسرة، والسرّ في الجمع بين هذه الحقول هو رغبتهنَّ في الجمع بين تلك السبل، لكنّنا ويا للأسف، لا نرى مثل هذا العزم الجازم في شؤون التربية والثقافة الدينية، ولا غرابة في ذلك بعد أن علمنا أنّ التعامل مع المحسوس أقرب إلى الطبيعة الساذجة من التعامل مع عناصر الغيب في عالم الوجود.