رياض الزهراء العدد 187 نافذة على المجتمع
بَناتُ النَّجابَةِ وَرَمزُ العَفَافِ
"السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته، وأسعد اللهُ بكم الأيام وتقبّل الطاعات، ذهبَ العناءُ وبقيَ الأجر يا أملَ البلادِ وإشراقةَ المستقبل، أنتنَّ بناتُ النجابةِ ورمزُ العفافِ، والقلوبِ الطاهرةِ، والنفوسِ الزاهرةِ، أنتنَّ الغرسُ المباركُ في تربةِ العراقِ الحبيبةِ، ليس فيكنَّ إلّا الخيرُ والعطاءُ، والبركةُ والإصرارُ على المضيّ قُدْمًا إلى غدٍ واعدٍ، ومجدٍ تليدٍ، وبناءٍ راسخٍ، أرانا اللهُ فيكنَّ كلَّ خير". رسالة وجّهها المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) إلى طالبات الجامعات العراقية (دفعة بنات الكفيل الرابعة)، وقد أُلقِيت هذه الكلمة في أثناء الاحتفال المركزيّ المُقام من قِبل شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة، كلمات مباركة أُلقيت على مسامع (بنات الكفيل)، وكانت رسالة عظيمة تُحمّل فتياتنا مسؤولية المستقبل الذي يقع على عاتقهنَّ بناؤه، وإدراك الدور الذي تضطلع به المرأة في المجتمع. إلى أرض الحسين (عليه السلام)، أرض العزّة والإباء توجّهت ثلّة مباركة من خرّيجات الجامعات العراقية للمشاركة في الحفل المركزي رغبةً في انطلاقة موفّقة مباركة من كنف كفيل الهاشميّات، في الوقت الذي يُشاهد إقامة حفلات تخرّج لا تمتّ إلى ديننا الحنيف ولا إلى أعرافنا وقِيمنا بأيّة صلة، ولا تليق بطالب العلم والمعرفة. اشتركت في الحفل أكثر من (1000) طالبة من (13) جامعة تابعة لـ(12) محافظة عراقية، من شمال البلاد إلى جنوبها، وفي شتّى الاختصاصات. وفي جولات حوارية لمجلة رياض الزهراء (عليها السلام) مع المشاركات في الحفل المذكور اللائي أعربنَ عن سعادتهنَّ الغامرة بالمشاركة، وأشدنَ بالفقرات المقدّمة، من محاضرات ثقافية وتوعوية ومسرحيات، والقَسَم الذي أدّينَه بين يدي المولى أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، والروحانية العالية التي شعرنَ بها حين النطق به: مشاعر وآراء غفران عيسى/ جامعة بابل ـ كلّية التربية للعلوم الصرفة: استمتعنا كثيرًا بالحضور في الحفل، وهي المشاركة الأولى لنا، والشكر الموصول للعتبة العبّاسية المقدّسة على هذه المبادرة التي نادرًا ما تُقام، والتي تفتقر إليها الجامعات الأخرى. ندى موسى/ جامعة الإمام الكاظم (عليه السلام) ـ كلّية التربية/ قسم اللغة الإنجليزية/ محافظه ذي قار: بصفتنا طالبات درسنا على مدى أربع سنوات، قد شاهدنا العديد من حفلات التخرّج التي كانت عبارة عن حفلات صاخبة لا يُراعى فيها الأدب والذوق، وكان همّي وتطلّعي إلى أن أشارك في حفل تخرّج لا يكون على تلك الشاكلة، وما إن سمعتُ بالحفل المركزي الذي تقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة حتى بادرت بالتسجيل مسارعةً للالتحاق بتلك الثلّة من الفتيات المؤمنات؛ لتكون انطلاقة مسيرتي المهنية من تلك البقعة المباركة، وفعلًا قد لمسنا فيض صاحب المقام (عليه السلام) في الحفل. هند خليل صالح/ معهد الصحّة العالي ـ قبالة ـ البصرة: استُقبلنا بحفاوة منقطعة النظير، ووجدنا تنظيمًا عالي الدقّة، وأحاطت بنا هالة روحانية عالية، وغمرتنا الرعاية الأبويّة التي لم يسبق لنا تجربتها في أيّ مكان آخر، وقد شهدنا حفلًا فخمًا يليق بالفتاة المؤمنة الملتزمة، وشعرنا بزهو وفخر بأن يُطلق علينا عنوان (بنات الكفيل). رقيّة حليم/ كلّية التربية ـ قسم الإرشاد النفسيّ، وأختها ابتهاج حليم/ كلّية التربية ـ قسم الرياضيات ـ البصرة: سمعنا في العام الماضي بحفل تخرّج دفعة (بنات الكفيل) التي سبقتنا، فعزمنا على المشاركة حين فُتِح باب التسجيل، وها نحن اليوم من المشاركات في هذا الحفل المبارك المنظّم، الذي امتاز بالدقّة في الإدارة والترتيب، وأتمنّى أن يحظى إخوتي وأخواتي، وأطفالنا في المستقبل بحفل تخرّج ملتزم كهذا، في الوقت الذي نشاهد فيه حفلات تخرّج تكون عبارة عن استعراض للأزياء، وترويج للكثير من المحرّمات التي أبيحت بحجّة التطوّر والانفتاح، فيكف لا نلجأ إلى حفلات ملتزمة ومباركة كهذه، منطلقة من كنف سيّد الشهداء (عليه السلام) وأخيه صاحب الجود وحامي الخدور (عليه السلام)، ها نحن اليوم نُولد من جديد، فهي الأرزاق التي كنّا ننتظرها، ونسأل الله التوفيق لكلّ مَن يخدم البلد من هذه البقعة المباركة. كوكب رشيد عبيد/ منسّقة ـ محافظة ذي قار: للسنة الثالثة على التوالي أعمل بصفتي منسّقة، وفي كلّ عام نشاهد تجديدًا وتطوّرًا في الفقرات التي تُعرض على خشبة المسرح، والمحاضرات، والجولات الترفيهية، وكلّ ما يُعدّ من برامج للحفل، وبحكم عملي بصفتي منسّقة، فأنّي أمثّل حلقة الوصل بين الطالبات وشعبة مدارس الكفيل الدينية، ولديّ تصوّر تامّ عن فرحة الطالبات وغبطتهنَّ، وثقة الأهل وفرحتهم بحفلات كهذه، على الرغم من أنّ هناك طلبات من الأهالي لمرافقة بناتهم، ومشاطرتهنَّ فرحة التخرّج. الشكر لكلّ القائمين على هذا الحفل الملتزم الذي لم ولن نشهد مثيلًا له. مريم قاسم/ جامعة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ـ كلّية الآداب ـ قسم اللغة الإنكليزية/ ذي قار: أربع سنوات من الدراسة وأنا أهدي دراستي ومجهودي لأهل بيت النبوّة (عليهم السلام)، وفي كلّ عام أتابع حفلات التخرّج التي تُقام، وأتساءل: هل يمكن أن أشارك في حفل يليق بي بصفتي فتاة مسلمة قضت أربع سنوات من عمرها تهدي جهدها ودراستها لأهل البيت (عليهم السلام)؟ وما إن سمعتُ بالحفل المركزي الذي تقيمه شعبة مدارس الكفيل حتى بادرت بالتسجيل، وها أنا اليوم أقف في أرض الحسين (عليه السلام)، ومن رحاب أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) أؤدّي القَسَم، وهذا هو الفوز الكبير والبداية الموفّقة ـ إن شاء الله تعالى ـ فالشكر كلّ الشكر للعتبة العبّاسية المقدّسة على كلّ ما قدّموه ويقدّمونه. ابتهال حسن كامل/ كلّية التربية للبنات ـ ميسان: ما دعاني إلى الحضور هو أنّ الحفل تقيمه العتبة العبّاسية المقدّسة وهي تحت رعاية المتولّي الشرعي سماحة السيّد أحمد الصافيّ (دام عزّه)، تلك الشخصية المباركة التي غمرتنا بعطفها وحنانها الأبويّ، فكلماته كانت مصباحًا لأرواحنا، وجوابًا لكلّ تساؤلاتنا، وأمّا الملاكات التي كانت تدير الحفل، وتنسّق، وترتّب، وتستقبل، فلم نشهد مثيلًا لها، إذ كانت المشرفات على مستوى عالٍ من التنظيم، واستقبلونا بحفاوة وتكريم، وفيما يخصّ الفقرات التي قُدِّمت، فمرّة وجدنا أنفسنا نبكي، ومرّة نبتسم، ومرّة نذهل من المعلومات التي نسمع بها لأول مرّة، فخرجنا من الحفل ونحن نشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا. زهراء موسى/ المعهد الطبّي ـ ذي قار: كان لأختي مشاركة مع العتبة العبّاسية المقدّسة في السنوات السابقة، وقد طرأت تغييرات على شخصيتها، وطريقة حياتها، إذ أصبحت أكثر التزامًا دينيًا، فعزمتُ على المشاركة في الحفل الذي صنع من أختي إنسانًا جديدًا، وها أنا اليوم أشاهد وأدرك ما الذي غيّرها: التمسّك بالعترة الطاهرة (عليهم السلام)، ومعرفة أمور دينها ودنياها، ونحن على ذلك الطريق سائرون. رباب وفاطمة عبد الرزّاق/ كلّية التربية ـ كركوك ـ ناحية تازة: كانت فقرات الحفل جميلة جدًا، بخاصّة أنّ اليوم الأول كان يتّسم بروحانية عالية أثّرت فينا كثيرًا، كانت قصّة حضورنا غريبة وحزينة نوعًا ما، إذ إنّ والدي من مقاتلي الحشد الشعبي، وقبل يومين كان قد تعرّض لحادث، وأُصيب بجروح بليغة نتيجة تعرّضهم لكمين قامت بنصبه عصابات داعش الإجرامية، وعندما أفاق من غيبوبته وعلم بتراجعنا عن المشاركة في هذا الحفل استاء لذلك، ورفض قائلًا: ألم نلتحق بالحشد حتى نحافظ على نهج الإمام الحسين (عليه السلام)؟! والحفل الذي رغبتما في أن تحضراه هو مصداق من مصاديق الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وينطلق من تلك البقعة المباركة، أرض كربلاء المقدّسة، وأضافتا قائلتين: طالبنا بتأسيس مدرسة دينية في محافظة كركوك على شاكلة مدارس مجموعة العميد التعليمية. أشادت المشاركات بالخدمات والتسهيلات التي قُدِّمت من قِبل العتبة العبّاسية المقدّسة، منها توفير وسائل النقل، وتأمين بعض الطرق التي تحتاج إلى الحماية اللازمة للاطمئنان على سلامة المشاركات ذهابًا وإيابًا إلى منازلهنّ، فضلًا عن توفير أماكن استراحة عصرية، واصطحابهنّ في جولات متنوّعة ما بين الترفيهية والتثقيفية، واختُتم الحفل بزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، والدعاء لسلامة الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف) وتعجيل فرجه.