قِراءَةٌ فِي مَجلّةِ رياضِ الزهراءِ (عليها السلام)/ العَددُ 186- لشهرِ ربيعٍ الأولِ عام 1444هـ

مروة راضي الأسديّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 215

بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى اللهُ على خيرِ خلقِهِ أجمعين مُحمّدٍ وعَلى آلهِ الطَيّبينَ الطاهرينَ ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "ما بينَ قبري ومنبري روضةٌ مِن رِياضِ الجنّةِ"(1)؛ لأنَّ مرقدَ مولاتِنا فاطمةَ الزهراءِ (عليها السلام) بينَ قبرِهِ ومنبرِهِ (صلّى الله عليه وآله)، وقبرُها (عليها السلام) روضةٌ من رِياضِ الجَنَّةِ، واتّسعت هذه الروضةُ الطاهرةُ لتزهرَ في قلوبِ مُحبّيها خارجَ حدودِ الزمانِ والمكانِ، فكانت رياضُها هذه ثمرةً من ثمارِها، وبركةً من فيوضاتِها. صدرَ عن قسمِ الشؤونِ الفكريةِ والثقافيةِ في العتبةِ العَبّاسيّةِ المقدّسةِ/ مكتبةِ السيّدةِ أمِّ البنينَ (عليها السلام) النسويةِ العددُ (مئةٌ وستةٌ وثمانونَ) لشهرِ ربيعٍ الأولِ من مجلةِ رياضِ الزهراءِ (عليها السلام)، وكان عددًا خاصًّا مميّزًا، لكونهِ تضمّنَ تغطيةً شاملةً للخدماتِ النسويةِ المُقدّمةِ مِن قِبلِ المُؤسّساتِ والمراكزِ والشُعبِ النسويةِ التابعةِ للعتبةِ العبّاسيةِ المقدّسةِ في موسمِ زيارةِ أربعينَ الإمامِ الحسينِ (عليه السلام)، فضلًا عن تشرّفِ العددِ المذكورِ بذكرى إشراقةِ سيّد الكائنات على الوجودِ، النبيّ المصطفى وحفيدِهِ الإمامِ الصادقِ (صلوات الله عليهم أجمعين)، فجاءَ العددُ في أربعٍ وستينَ صفحةً. ولنتجوّلْ اليومَ في بساتينِ مجلتِنا وحدائقِها بروائحها العطرة، ولنشمَّ نسيمَها العذبَ، ولنستظلَّ تحت ظلّ أريكتها المباركة، ونستريحَ على أديمِها الأخضرِ، ولنمتّعْ النظرَ بما يجلي البصرَ ويُقوّي البصيرةَ. إذا تأمّلنا واجهتَها الجميلةَ البرّاقةَ التي تعرِّفُ عمّا تحتويهِ مِن محاسنَ ودررٍ: لوجدناها تشيرُ إلى الجانبِ الإيجابي بمدلولِها البصري واللفظي على التقبّلِ والاستجابةِ من قِبلِ القارئ، ومن ثمّ تعدادِ النِعم، منها: (نِعمَ الوَلدُ البناتُ), فممّا يمتّعُ الذهنَ رؤيةُ مصطلحِ (البنات) وسماعُهُ، وتتجلّى تفرّعاتُهُ: من الحنانِ، ونبضِ الحياةِ، والطيّباتِ، والاستبشارِ بالخيرِ، والإحساسِ بالجزئيةِ والكلّيةِ بينَ البنتِ ووالديها. ومن ثمَّ نتطرّقُ إلى المفهومِ الإيجابي الآخر وهو (التنميةُ المستدامةُ) عن طريقِ إقامةِ الدوراتِ الصيفيةِ؛ لننتقلَ إلى يسارِ الغلافِ فنجدُ احتواءً للفتياتِ عبرَ المحافظةِ عليهنَّ بالوقايةِ مِنَ الأمراضِ المختلفةِ لديمومةِ حياةٍ أفضلَ عن طريقِ النشاطِ التوعوي لمستشفى الكفيلِ التخصّصي. ومِن ثمَّ نمتِّعُ النظرَ في واجهةِ رياضِنا العبقةِ لتطالعنا ورودُ الزهراءِ (عليها السلام) بأبهى صورةٍ وهنَّ في مرحلةِ التكليفِ الشرعي. جاءَ العددُ مصدّرًا بمقالٍ افتتاحي تحتَ عنوانِ: (النَّبِيُّ مُحمَّدٌ (صلّى الله عليه وآله)..فَيضُ الرَّحمَةِ الإِلهِيّةِ التي لا تَنضَبُ) إذ تكلّمت المجلةُ فيه على وِلادةِ الرسولِ الأعظمِ بكلمةِ الرياضِ بذكرِ فيضِ الرحمةِ الإلهيةِ المرسلةِ، وخطَّها يراعُ السيّدةِ ليلى إبراهيم الهر، والتي افتتحتها بتسميةٍ لطيفةٍ محبّبةٍ إلى نسائِنا بكنيتِهِ (صلّى الله عليه وآله) بـ(أبي الزهراء (عليها السلام)) في زمنٍ كانت توأَدُ فيه البناتُ خجلًا من وجودهنَّ، فيعمدُ أبو الوليدةِ إلى دفنِها، فضلًا عن أن يُكنّى باسمها! (أبو الزهراءِ، وسيّدُ الكائناتِ, النبيُّ الأعظمُ (صلّى الله عليه وآله), وزعيمُ الأمةِ, فتحَ آفاقَ الفكرِ والعلمِ، وصنعَ الحضارةَ، وأنقذَ الإنسانيةَ من متاهاتِ الجهلِ والضلالِ السحيقةِ التي أغرقتها بآثامِها وخرافاتِها, هو كنزٌ من كنوزِ اللهِ تعالى، والرحمةُ المهداةُ إلى عبادِهِ، زكّاهم وعلّمهم الكتابَ والحكمةَ بعدَ أن كانوا من الجاهلينَ، غيّرَ رسولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) مجرى التاريخِ، وحوّلَ الإنسانَ مِن الجاهلِ، المحرومِ، المظلومِ، إلى إنسانٍ مؤمنٍ، آمنٍ، مطمئنٍّ، متحرّرٍ من الإثمِ والعدوانِ). وتضمّنت المجلةُ أبوابًا متنوّعةً، منها: (نورُ الأحكامِ) لنتركَ الغِيبةَ، مع إبرازِ الانزجارِ والكراهةِ لها ولمجلسِها، ليردفَ تلك الأسئلةَ الشرعيةَ السيّدُ محمّدُ الموسويّ (دام توفيقه) بمقالِهِ مستشهدًا بقولِ أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنّ الغيبةَ (إدام كلاب النار)! وكفى بها موعظةً ناهيةً زاجرةً، فهل نتعظُّ! ولذكرِ عليٍّ (صلوات الله عليه) في عقائدِ الرياضِ إزالةٌ لشبهةِ إنكارِ فضائلِهِ التي ملأت الخافقيْنِ، ومنها سلب فضيلة مبيته على فراش النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فاديًا له بنفسه، وإنّه إنّما اتّخذ هذا الموقف لعلمه بالغيب وبالنتيجة! جاء نكران هذه الفضيلة حقدًا وتجاهلًا للحقيقة القرآنية، والذي باهى الله تعالى بها ملائكته، وأنزل فيها قرآنًا يُتلى آناء الليل وأطراف النهار. ولنستشرف الأنوار القرآنية بفلسفة التكريم الإلهي لبني آدم، ومحاربة الإسلام للنظرة الدونيّة للمرأة التي أعزّها، ولنتمعّن في قول رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله): (ما مِن بَيتٍ فيهِ البَناتُ إلّا نَزَلَت كُلَّ يَومٍ عَلَيهِ اثنَتا عَشرَةَ بَرَكَةً ورَحمَةً مِنَ السَّماءِ، ولا تَنقَطِعُ زِيارَةُ المَلائِكَةِ مِن ذلِكَ البَيتِ، يَكتُبونَ لِأَبيهِم كُلَّ يَومٍ ولَيلَةٍ عِبادَةَ سَنَةٍ). ولنتطلّع الآن إلى الأفق حيث نتلمّس شمسنا المتوارية خلف سحاب الغَيبة، لنستنهض إمام زماننا (عجّل الله فرجه) مع السيّد حيدر الحلّي باللوعة المتوارثة المتقدّة: مَاتَ التَّصَبُّرُ بِانْتِظَارِكَ أَيُّهَا المُحْيِي الشَّرِيْعَهْ كَمْ ذَا الْقُعُوْدُ وَدِيْنُكُمْ هُدِمَتْ قَوَاعِدُهُ الرَّفِيْعَهْ تَنْعَى الفُرُوْعُ أُصُوْلَه وَأُصُوْلُهُ تَنْعَى فُرُوْعَهْ فتلتهب حشايا الروح شوقًا إلى إمامها الموعود (عجّل الله فرجه الشريف). ولنستمع إلى همساتها بالصلاة على مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمّد وذكر صادقهم (عليهم السلام) وجامعته الكبرى، وحوله حواريّيه وتلامذته، مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) التي يغترف الجميع من نمير خزائنها، لتعبّد لنا طريقنا في خطواتنا المهدوية على خارطة الانتظار. نسرع بخطى حثيثة نحو التنمية البشرية خشية هدر الوقت في هذا الفضاء العالمي، وإفرازاته بالهدر التربوي ليسود الجهل المقنّع، وتتلاعب بالنفس صفحات هذا الأثير المجهول المرغوب، الناعم الملمس. ممّا يشكّل حافزًا لنا لمحاسبة النفس محاسبة الشريك شريكه في باب ركائز الإيمان، واسترجاع شريط يوم قد مضى، له ما له، وعليه ما عليه، وغدٍ آتٍ لا نعلم كيف نكون فيه، علّنا نستزيد فيه من الحسنات والبركات والطيّبات بجناح العلاقة مع الله تعالى علاقة المؤمن بأخيه. ونزداد إيمانًا واطمئنانًا في قصّة الطيور ولغزها مع النبيّ إبراهيم (عليه السلام) ودلالتها على حقيقة المعاد، لبيان فلسفة الاطمئنان القلبي، والربط عليه مقابل هزّات الشبهات المنمّقة. ولنطلّ الآن من نافذتنا على مجتمعنا لنلحظ بناء جيل رصين في ضوء تخطيط واعٍ وتنمية مستدامة للاستثمار الأمثل لأيام العطلة الصيفية وأوقات الفراغ، وملؤها بفعّاليات هادفة مثمرة، رعتها العتبة العبّاسية المقدّسة عبر مكتبة أمّ البنين (عليها السلام) النسوية بدوراتها المتنوّعة للفنون الصحفية، وتعليم الحاسوب والبرمجة، والترفيه، والمهارات الأدبية. ثم نكون مع الناس وننصت لحكم جدّاتنا الكريمات على لسان حفيداتهنَّ الذاكرات لهنَّ بكلّ خير، واللاتي طبقنَّ حكمهنَّ في الحياة الزوجية، وقد رسّخت الجدّات حبّ الدين وحبّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في نفوسنا، فضلَا عن تنمية الأخلاق، وحُسن التنظيم، والاقتصاد، والإدارة، والتدبير المنزلي، وهنَّ مصدر الحكمة والدروس والعِبر، وبركة المنازل. لنخلق لأنفسنا وعوائلنا الكريمة حياة أفضل اجتماعيًا ونفسيًا وصحّيًا بحملة مستشفى الكفيل التخصّصي التوعوية للكشف المبكر عن مقدّمات مرض السرطان ومعالجته من أجل الوقاية، عبر تفصيل أمراضه ونسب إصاباته بين النساء وسُبل الوقاية والعلاج. بعد هذه المسيرة نحطّ رحالنا في موكب أمّ البنين (عليها السلام) النسوي الخدمي المبارك المهيب على أرض العميد بين كوفة عليّ ومشهد الحسين (عليهما السلام), لنستمع لقصص عاشقات آل محمّد (عليهم السلام) اللاتي جئن من كلّ فجٍّ عميق وهنّ يروينَ لوعتهنَّ وانجذابهنَّ لأنوار آل محمّد (عليهم السلام) وسيّد الشهداء الحسين المظلوم الذبيح (عليه السلام), ليتحدّثنَ بعفوية وانبهار عن الكرم والضيافة والراحة النفسية والاستقرار المعنوي الذي يبقى عالقًا في نفوسهنَّ ما حيينَ, على الرغم من تعب الجسد, ولنبصر زينبيات هذا الموكب المهيب ليقصصنَ علينا حلاوة تشرّفهنَّ بخدمة زائرات أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) واللاتي تجاوزت أعدادهنَّ الـ(130,000) ألف زائرة, وتنصب خيم الأربعين مضاربها العامرة لمسافة طويلة حافلة بالخدمة والعطاء على امتداد (20) صفحة من رياض الزهراء (عليها السلام) مطرّزة بالتفاني والإخلاص والعطاء للزائرات الكريمات, والزينبيات خادمات، مؤمنات، سائحات، عابدات، يقدّمنَ مختلف الخدمات. وهنَّ عماد تمكين المرأة في عصرنا هذا، ومبادرات تكريمهنَّ امتداد لتكريم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لابنته الزهراء (عليها السلام)، ومواعظ الجدّات المدبّرات اللواتي مزجنَ حبّ أبي الحسن (عليه السلام) مع اللبن وغذّينَ أرواحنا به لتصل نساؤنا إلى الاتزان في مفاصل حياتهنَّ الاجتماعية والأسرية بدون إفراط أو تفريط, فلا يعبدنَ آلهة متعدّدة من دون أن يعلمنَ، تلك الآلهة التي تتمثّل إليهنَّ على صورة صديقات، أو قريبات، أو جارات، أو زميلات, لتذوب شخصياتهنَّ في بوتقة هذا العصف الهائل من العلاقات، ومن ثمّ فقدان الاستقلالية والتفكير المتّزن والصفاء. ولنحافظ على أسرنا وأولادنا بالنصح والتوعية على مخاطر المخدّرات وتبعاتها على الأسرة والمجتمع. وتتناهى إلى مسامعنا همسات أمّهاتنا عند بلوغنا سنّ التكليف بتلبية دعوة الحضور إلى مائدة الكرم الإلهي، والنهل من عذب ألطافه وهباته اللامتناهية؛ لتكون مسيرتنا عامرة موفّقة في انتظار إمام زماننا (عجّل الله فرجه الشريف). ومن تكليفنا المبارك هذا نبادر إلى شبابنا ونؤمن بفوزنا وفق تقنية (هوبونوبونو) في قوانين الجذب وانعكاس ما نفكّر على حياتنا، وإنّ ما نعيشه إنّما هو امتداد لذواتنا، ولنتعلّم من هذه التقنية إبعاد العوامل السلبية، والسعي لنيل عوامل الجذب والإيجاب. ولنرجع إلى الوراء بضع خطوات، أي إلى ما قبل المدرسة، عند مرحلة الروضة وهي الحجر الأساس في سلّم العلم والرقيّ, فالتعلّم في الصغر كالنقش في الحجر, ولكلّ طفل خصوصية، ينبغي العمل على تأهيله وإدماجه بمحيطه، وتحفيز قدراته، وتطوير مهاراته. لنقف مع أولادنا في طريق العلم والدراسة من أجل تلاقح الأفكار والإفادة من تجارب الشعوب والدول للنهوض بواقع المؤسّسة التعليمية عبر جودة التعليم، والاهتمام بالمرأة، وغرس المعارف الأساسية، وترسيخ الروح الوطنية، والتدريب الصناعي، ومواكبة التطوّرات التقنية والمعلوماتية، وتوظيف التعليم الجامعي في خدمة الاقتصاد. ولتستمرّ جامعاتنا وحواضرنا العلمية بالأمن والأمان في ظلّ حماية حشدنا المقدّس وتضحياته الجِسام، ونحن نشارك (أمّ حسام) لوعتها وهي تستحضر قول شهيدها الشاب لها: (أمّاه! وثيقة شهادة الآخرة خيرٌ من وثيقة شهادة الدنيا)؛ ليلتحق بالحشد بعد آخر يوم من امتحاناته الإعدادية الوزارية، ويفوز بالشهادة قبل إعلان نتائجها, لتستلم والدته المفجوعة نتيجته بمعدّل (98%)، لنقرأ النجاح من منظور رسالي سامٍ مغاير, ولنذرف الدموع وآهات الفقدان مع أمّ حسام, وهي تستلم شهادته من مدير مدرسته ومعاونها وأساتذته الذين كتبوا في خاتمة شهادته الوزارية (ناجح بتفوّق في الدنيا والآخرة)! وبذلك نستشعر قيمة صمام أمان الأمة عبر عظمة فتوى الدفاع الكفائي الصادرة في اليوم المشهود: (13 حزيران 2014م)، يوم الطاعة الحقّة لأمر المرجعية العليا بفتواها المباركة التي حمت العراق وأهله والعالم أجمعه، لتزيل خطر (داعش)، وتبطل مخطّطاتهم الشيطانية، ليعيش العراق حرًّا أبيًا عزيزًا بدماء أبنائه الغيارى مدى الحياة. والآن نرجع إلى بيوتنا لنجلس مع أطفالنا وهم مرآتنا الناصعة؛ لنربّيهم بسلوكنا عبر ترصين قيمنا وتعزيزها عندهم برقيّ الخُلق وسلامة التوجّهات، وإبعادهم عن مواضع الانحراف والابتذال، لنغرس فيهم مَلكة حبّ القراءة والتعلّم، فالطفل صفحة بيضاء، والأبوان هما مَن يبدآن بكتابة أولى حروفها الأساسية، والمنطلق لبناء شخصيته. ولننظر لأطفالنا ثانيةً عبر حكايا (يحيى وجنى) بالسعي للعلم والتعلّم وحبّ المدرسة، والابتعاد عن التثاقل والخمول بالذهاب إليها. ومن تربيتنا الأسرية نصعد عموديًا بفلذّات أكبادنا نحو التربية الرقمية عند جيل (ألفا) وتعقيد دور الآباء باختلاف الأجيال، إذ لكلّ جيل خصائص وسمات نمطية، فرضتها البيئة والأوضاع والأحداث المحلّية منها، والعالمية المتداخلة، ليقسّم أجيالنا إلى (جيل X) وهم مواليد ( 1965-1979م) مرورًا بأجيال (Y&Z)، ووصولًا إلى جيل (ألفا) وهم مواليد )2016-2025م) المتوّقع وصولهم إلى ملياري نسمة بحلول عام (2025م) وهو الجيل الرقمي بكلّ المقاييس! والآن أحبّتي الكرام وزميلاتي العزيزات: لنعطّر مجالسنا هذه بتجارة لن تبور، فسّرها صادق آل مُحمّد (عليه السلام) بقوله: (مَن نفَّسَ عَن مؤمنٍ كُربَةً نَفَّسَ اللَّهُ عَنهُ كُرَبَ الآخِرَةِ، وخَرَجَ مِن قَبرِهِ وهُو ثَلِجُ الفُؤادِ ومَن أطعمه من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنّة ومَن سقاه شربةً، سقاه الله من الرحيق المختوم). والآن أحبّتي وعزيزاتي لنلتفت قليلًا إلى أوضاعنا الصحّية وتداعيات ما بعد الولادة من تغيّر المزاج وتقلّبات الحال، وعلاجها يكون بالتحدّث عن مخاوفها مع الطبيبة المتخصّصة، وتناول العلاج المهدّئ, ولنلهج بذكر الله تعالى عندما تضيق صدورنا، ولنتابع نموّ أطفالنا بعد الولادة بعيدًا عن اضطرابات النطق لديهم، لأسباب تارة تكون وراثية، وضغوط نفسية تارة أخرى، ولنشجّعهم عبر العلاج بالتحدّث واللعب، مع تركيزنا على مضمون كلامهم لا الألفاظ، ولنحفّزهم بهذا الاتجاه للوصول إلى نطق سليم عن تفكير طيّب مبارك. ثمّ نلقي نظرة ثاقبة على مستويات البرمجة اللغوية العصبية بوصفها منهجًا للتواصل الإنساني والتطوير الذاتي، وهي فنّ التفوّق الشخصي وعلومه، ودراسة الخبرات الشخصية، والبرمجة تعني (الانتظام في العمليات العقلية والتحكّم بالخرائط الذهنية)، بينما المراد باللغوية هي المعنى التقني (اللغة والجسد والصوت والكلمة والمكان)، ومصادرها تتمثّل بالوراثة والبيئة الاجتماعية والمكانية، وللدين والمدرسة والظروف الشخصية والإعلام دور في ذلك, وخلاصتها أنّه (ليس هناك فشل في الحياة, بل خبرات وتجارب, ولكلّ إنسان مستويات معيّنة من الاتصال الواعي وغير الواعي, فضلًا عن احترام الآخرين وتقبّلهم). وبعد هذه الجولة الجميلة والسياحة الروحية، يدقّ جرس المعدة إيذانًا بحاجتها إلى قوتها ووقودها: (إنَّ النفس إذا أحرزت قوتَها استقرّت واطمئنّت) لندخل مطبخ رياضنا ونتحمّل (45) دقيقة أخرى من الجوع حتى نحظى بطبق (فيتوتشيني ألفريدو بالدجاج والفطر) اللذيذ بعد حساب مقاديره بدقّة؛ لنقدّمه لأسرنا سدًّا للجوع الجسدي بعد المعنوي والروحي. ولنستمع الآن إلى نداء الفرج بشروق الأمل الموعود: المهديّ المنتظر (عجّل الله فرجه)، و(إنّ مع العسر يسرًا), فنحن نعيش مناسبة شهادة مولانا الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) ترويها مولاتنا السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام), وهي تستذكر الجدّة (سمانة المغربية) السيّدة الجليلة، والسيّدة (نرجس) مليكا بنت يشوعا بن قيصر الروم, أمّ بقية الله في أرضه, وهي تحمل في أحشائها أمل البشرية ومنقذها، وكلمة الله العليا: الحجّة بن الحسن (عجّل الله فرجه الشريف) بظهور الأمر واليسر بعد العسر وبشارة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) (لن يغلب عسر يسرين)، ولنلهج بالدعاء: (اللهمّ صلّ وسلّم وزد وبارك على نبيّكَ مُحَمّد وآل بيت نبيّكَ, وعجّل لوليّكَ الفرج والعافية والنصر, واجعلنا من الدعاة إلى سبيلكَ). ونستمرّ في جولتنا هذه مستلهمين من شخصية السيّدة سكينة بنت الحسين (عليه السلام)، سيّدة من الهواشم، رمز الهيبة والإيمان والوقار، المسمّاة باسم جدّتها آمنة بنت وهب (عليها السلام). ثمّ نعرّج على مَن اتخذت من السيّدة سكينة وآبائها الطاهرين قدوة لها وأسوة, لنتجوّل في قرى (نيسابور) لنرى بيت السيّدة (شطيطة) البسيط, وهي تسلّم وكيل الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) حقوقها الشرعية المحدّدة بمقدار درهم واحد حلال وقطعة من الصوف قائلةً: إنّ الله لا يستحي من الحقّ, وكانت المفاجأة بعودة الوكيل ليستعلم عن بيت (شطيطة) بعد أن أرجع أموال أغلب أهل المدينة لاختلاط حرامها بحلالها, ليخبر (شطيطة) بقبول الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) لدرهمها وقطعة صوفها التي جعلها في أكفانه, مهديًا إليها كفنًا من نسج العلويات بنات النبوّة, ومبشّرًا إياها بحضوره للصلاة عليها بعد موتها، معيدًا عليها قولها: (إنّ الله لا يستحي من الحقّ). وختامًا نريح أنظارنا مثلما بهرتنا واجهة المجلة المباركة، فنزيّن جدران بيوتنا باللوحات الجميلة بطريقة مميّزة. ثم تهيم الروح عشقًا بساكني سامرّاء الجريحة التي تنزف من ألم جراحها، وعند بزوغ فجرها معلنًا ولادة وريث الأنبياء (عليهم السلام) حجّة الله على خلقه ـ أرواحنا وأرواح العالمين لمقدمه الفداء ـ تكون الراحة والسكينة والفرج. ومسك الختام يكون مع خزائن مخطوطاتنا الثمينة التي تُحفظ في عالم المعلوماتية في مركز تصوير المخطوطات وفهرستها من قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبّاسية المقدّسة. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين). .......................... (1) الحدائق الناضرة: ج ١٧، ص٤١٦. الأسئلة: س1/ هل علم الإمام عليّ (عليه السلام) على نحو الاستقلال التامّ أم ما يخبره به النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ص5 س2/ ما المراد من (يدسّه) في قوله تعالى: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ، فما الذي يدسّه في التراب هل وجهه أم مولودته؟ ص6. س3/ مَن صاحب قصيدة: (الله يا حامي الشريعة)؟ ص7 ـ السيّد حيدر بن سليمان س4/ هل هناك معاني أخرى (للهدر) غير هدر الطعام والشراب؟ ص9 ـ هدر الوقت س 5/ ما الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص سرطان الثدي؟ ص17 س6/ أين يقع موكب السيّدة أمّ البنين (عليها السلام) الخدمي النسوي؟ ص36 س7/ أين يقع مجمّع العلقمي التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة وما الشعار الذي يرفعه؟ ص35 س8/ ما الآثار الاجتماعية المترتّبة على الإدمان على المخدّرات؟ ص41 س9/ مَن صاحبة قصّة: (إنّ الله لا يستحي من الحقّ)؟ ص61 س10/ ما إدام كلاب النار؟ ص 4