حُلولٌ وَمُعالَجاتٌ لِرهابِ الأَطفالِ مِن الذَّهابِ إِلى المَدرَسَةِ

فاطمة صالح الفتلاوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 161

تنتاب بعض الأطفال حالة من الخوف والقلق الشديدين في بداية ذهابه إلى المدرسة، أو عند العودة إليها بعد مدّة من الانقطاع، كالعطلة الصيفيّة أو أيّ عطلةٍ أخرى، فما الخطوات الواجب اتّباعها من قِبل الوالدين أو الملاكات التدريسية للقضاء على هذا القلق، والمشاكل النفسية التي يعاني منها الطفل؟ للاطّلاع على هذه الحالة النفسية التي تواجه الطفل، أعدّت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) التقرير الآتي: ما فوبيا ـ رهاب ـ المدرسة؟ الفوبيا أو رهاب المدرسة عبارة عن حالة من الخوف الشديد تنتاب الطفل في بعض الأحيان عندما ينبغي عليه العودة إليها بعد قضائه عطلة طويلة بعيدًا عنها. وهذه الحالة لا تقتصر على الشعور بالخوف والقلق والتوتّر فقط، بل تتعدّاها إلى ادّعاء المعاناة من بعض الأعراض الصحّية، كالشعور بآلام في المعدة، أو بصداع شديد، أو ادّعائه بأنّه يشعر بالمرض ليتجنّب الذهاب إلى المدرسة، ورفضه هذا أمر طبيعي، يمارسه معظم الأطفال في مرحلة معيّنة، لكنّ رهاب المدرسة يظهر جليًّا عندما تتحوّل الحالة فيما بعد إلى ردود فعل شديدة القلق، ومن ثمّ إلى نوبات رعب، ممّا قد يؤدّي إلى مجموعة من الأعراض، مثل البكاء، والارتجاف، والدوّار، والتقيّؤ، وآلام في الرأس. رأي الأمّهات بدأنا الحديث مع أمّ حسن، حيث قالت أنّ ابنها (حسن) وهو في الصفّ الرابع الابتدائي يعاني من رهاب الذهاب إلى المدرسة، ويقلق كثيرًا، ومن ثمّ يبدأ بالبكاء والصراخ، ويشعر بالخوف والقلق، وبأنّه سوف ينسى الدرس وستوبّخه المعلّمة، على الرغم من أنّه قد أتمّ واجباته المدرسية! أمّا والدة الطفلة زهراء عادل، فقد قالت إنّ ابنتها تعاني من العودة إلى المدرسة؛ لكونها تخاف من مبناها، وتشعر بالغثيان والصداع، ممّا ينتهي الأمر بي إلى أن أبقى معها طوال ساعات الدوام في الأيام الأولى من السنة الدراسية. أمّا محمّد البالغ من العمر (6) سنوات، فهو يعاني من الرهاب أيضًا، ويقلق كثيرًا بسبب تعنيف معلّمته له، واستهزاء زملائه به لكونه يرتدي نظارات طبّية، ووالده في حيرة من أمره، حتى اضطرّ إلى نقله إلى مدرسة أخرى، عسى أن يلاقي الاهتمام الجيّد، والعناية الخاصّة من الملاك التدريسي. رأي المتخصّصين في هذا الجانب كانت وقفتنا مع الباحثة الاجتماعية نور مكّي الحسناويّ التي استعرضت عدّة أسباب يمكن أن يرجع إليها شعور الطفل بالرهاب من المدرسة، نذكر أبرزها: - القلق من الانفصال عن الوالدين: هذا القلق يُعدّ أمرًا طبيعيًّا لدى الطفل، إذ إنّ شعوره بالقلق من الانفصال عن والديه لا بدّ منه بعد قضائه معهما عطلةً مميّزةً، بخاصّة إذا كانت هذه العطلة مثمرة، وقام في أثنائها بنشاطات عدّة. - القلق العامّ: يشعر الطفل بالخوف من المدرسة بخاصّة إذا كان يذهب إليها للمرّة الأولى، أو عند بدء سنة دراسية جديدة، وقد يخشى من عدم قدرته على تكوين صداقات، أو مواجهة المشاكل مع المدرّسين. - الخوف من الأداء: قد يكون السبب وراء شعور الطفل برهاب المدرسة، قلقه من أدائه من ناحية مواجهته صعوبات في التعلّم، أو إحساسه بأنّه يتعرّض للسخرية من قِبل زملائه، أو تخيّله ذلك، فضلًا عن عدم تركيزه، وقسوة بعض المعلّمين التي يمكن أن تحوّل القلق البسيط إلى رهاب. - الشعور بالنقص: يمكن أن يشعر الطفل بالنقص، وبأنّه مختلف عن زملائه في المدرسة، فينتهي هذا الإحساس إلى شعوره بالرهاب من الذهاب إليها. يجب معالجة الأسباب الآنفة الذكر بمساعدة الوالدين، والباحث الاجتماعي المتخصّص المتواجد في المدرسة، إضافة إلى الملاك التدريسي، حيث يكون المعلّم أو المعلّمة الركيزة الأساسية لإشعار الطفل بالطمأنينة، ومساعدته على زرع الثقة بنفسه عن طريق التشجيع والثناء الجميل؛ ليتخطّى مخاوفه.