"وَمُنى الكَواكِبِ أَن تَنالَ ضِياءَها"(1)

فاطمة العوادي/ بغداد
عدد المشاهدات : 254

زهراء: من بعد إذنكم أيّتها الثلّة الطيّبة، أختي وزميلتي فاطمة تريد الانضمام إلى مجلسكنَّ المبارك. زينب (مثنية على كلام زهراء): وهي تحمل أفكارًا تشبه أفكاركنَّ، ومتحمّسة لخدمة الدين. أمّ عليّ: ألف أهلًا وسهلًا بكِ يا فاطمة. أمّ حسين: فاطمة، ما أجمل هذا الاسم. فاطمة (بثقة وحياء): السلام عليكم. أمّ حسين: هل تعرفين يا فاطمتي معنى اسمكِ؟ فاطمة: أعرف أنّي سُمّيت باسم سيّدة نساء العالمين (عليها السلام)، وهذا يكسبني فخرًا واعتزازًا بنفسي. أمّ عليّ: بوركتِ، فهذا من حُسن حظّكِ، لقد تجمّعت في السيّدة الزهراء (عليها السلام) فضائل لم تحظَ بها غيرها من النساء. أمّ جعفر: أجل، فأبوها سيّد المرسلين، وخير خلق الله (صلوات الله عليه وآله)، وأمّها الطاهرة المجاهدة السيّدة خديجة (عليها السلام). أمّ حسين: وهي المثل الأعلى والأسمى في العفّة والتُقى، والعلم والكرم. أمّ جواد: على الرغم من عمرها القصير ـ زمنًا ـ إلّا أنّ الدروس التي نتعلّمها من سيرتها العطرة تغنينا؛ لكونها المدرسة الجامعة لكلّ ما ينفع المرأة، بنتًا كانت، أم زوجةً، أم أمًّا. أمّ جعفر: إنّها جليلة القدر، عظيمة المنزلة، ولطالما بيّن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فضلها، وفضل زوجها وبنيها في كلّ مناسبة. أمّ حسين: وهي المقصودة من النساء في آية المباهلة المباركة(2). أم زهراء: وهي الحاضرة في آية التطهير(3)، وآية المودّة(4)، وآية الإطعام(5). أمّ حسين: كانت مساندة لأبيها (صلّى الله عليه وآله) في جميع مراحل دعوته، وفي جهاده، وفي بيان أحكام الشريعة للنساء. أمّ عليّ: وهي الزوجة الحافظة لحقوق زوجها، الصابرة معه في البأساء والضرّاء، ولم تكلّفه يومًا ما لا يطيق. أمّ زهراء: وهي التي منحت أسرتها السعادة والحصانة العاطفية، فيكون البيت الملجأ الآمن لهم. أمّ جواد: وهي المربّية الأولى، والشجرة المباركة الطيّبة التي أثمرت سيّدي شباب أهل الجنّة (عليهما السلام). أمّ عليّ: ومن ثمار هذه الشجرة الطيّبة السيّدة زينب (عليها السلام)، وما أدراكم مَن زينب؟ عنوان الكبرياء والصوت الصارخ بوجه الظلم والفساد. أمّ جعفر: يتّضح ذلك عن طريق موفقها مع أخيها الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وحفاظها على حياة حجّة الله الإمام السجّاد (عليه السلام)، فهي الوجه الإعلامي للنهضة الحسينية الذي كشف فساد الحكم الأمويّ وحقارته. أمّ جواد: هي الأسيرة اسمًا، والقيادية المنتصرة فعلًا، هزّت عروش الأمويّين، وحوّلت نصرهم الشكلي إلى خزي وعار وهزيمة تلاحقهم في كلّ زمان. أمّ زهراء: والسيّدة الزهراء (عليها السلام) هي العالمة غير المعلّمة، فقد روت عن أبيها (صلّى الله عليه وآله) الأحاديث الكثيرة، وكان نسوة المدينة المنوّرة يلجأن إليها بأسئلتهنَّ، فيجدنَ الجواب الشافي. أمّ عليّ: أمّا بلاغتها (عليها السلام)، فحسبنا أن نتأمّل في خطبتها الفدكية التي جمعت فيها أصول العقيدة، والفقه بأسلوب رصين يفسّر كتاب الله المجيد. أمّ زهراء: جزاكنَّ الله خيرًا إذ أشرتنَّ إلى هذه الخطبة التي هي بمثابة وثيقة لظلامتها من قِبل جَحَدة الحقّ ممّن ادّعوا أنّهم من أمة الإسلام. أمّ جعفر: روحي لها الفداء، ما كان حقّها أن تلقى ما لاقت من ظلم، وهتك لحرمتها. أمّ حسين: يجدر بكنَّ الاطّلاع على هذه الخطبة المُثلى يا بناتي العزيزات. الفتيات (بصوت واحد): إن شاء الله تعالى، وانبرت فاطمة متسائلة بألم ومرارة: هل حقًّا إنّها استُشهدت ولم تتجاوز العشرين من عمرها المبارك؟ أمّ زهراء: نعم يا حبيبتي، مضت شهيدة بعد ما تجرّعت آلام بخس الحقّ، وانتهاك الحرمة، إضافة إلى حزنها على فراق أبيها (صلّى الله عليه وآله). زهراء (بعبرة): استُشهدت بعد أبيها بمدّة قصيرة، أصحيح؟ أمّ حسين: ورد في كلّ الروايات أنّ المدّة لم تتجاوز الستّة شهور.. خيّم الصمت الحزين على جوّ الثلّة الطيّبة. أمّ عليّ: من مواساتنا لها (عليها السلام) ولأبيها (صلّى الله عليه وآله) أن نسير على خطاها في الحشمة والتمسّك بالدين، ونشر مظلوميتها، فهي ليست مظلومية شخصية فقط، بل الذين ظلموها ارتدّوا عن الدين الحنيف. .......................................... (1) قصيدة للشاعر (محمّد إقبال اللاهوري). (2) آية المباهلة: آل عمران:٦١. (3) آية التطهير: الأحزاب:٣٣. (4) آية المودّة: الشورى: ٢٣. (5) آية الإطعام: الإنسان: ٩- 8.