رياض الزهراء العدد 187 تمكين المرأة
تَمكِينُ المَرأَةِ فِي المُجتَمَعِ
المرأة ذلك الأساس المهمّ في الأسرة الذي لا غنى عنه، ولا يمكن التغافل عنها وعن إمكاناتها في المجتمع والأسرة، فهي التي تحمل أحسن تقويم من خلقه تعالى، مع تميّزها بالقوّة والشجاعة على الرغم من الهدوء وتحمّل الآلام والمصاعب، وبخاصّة مسألة الحمل والإنجاب التي تعاني فيها بشدّة، إلّا أنّها قادرة على تحمّلها وتجاوزها بكلّ بسالة وقوّة، ومع ذلك تُضاف إليها مهمّة تربية إنسان كامل وتنشئته، إذ تتعدّى مسألة التربية التسعة أشهر والرضاعة لسنتين، بل إنّها تكاد تكون أكثر من (15) عامًا، عبر متابعة ذلك الطفل وتربيته وفق المبادئ والقيم والعادات والدين، ومن أجل أن تستطيع المرأة القيام بواجب التربية وأخذ دورها في المجتمع فإنّه يجب تمكينها، ويتمّ ذلك وفق نقاط عدّة، منها: أولًا: تمكين المرأة في التعليم يُعدّ العلم ركنًا مهمًّا في تكوين شخصية المرأة القويّة، ومثلما أنّ العلم سلاح تواجه فيه الأمة مكائد الشيطان، فتعليم المرأة أمر ضروريّ، ويتمّ عبر المدارس والندوات العلمية. ثانيًا: تمكين المرأة ثقافيًا غالبًا ما كانوا يسمحون للمرأة بالتعلّم في المدرسة لغرض معرفة الكتابة والقراءة فقط، أمّا الآن فنحن بحاجة إلى سلاح العلم الأكبر وهو الثقافة، فالقراءة والمطالعة وحضور الندوات الثقافية يجعل المرأة تملك خزينًا معرفيًا تواجه به مختلف الإيديولوجيات. ثالثًا: تمكين المرأة في العمل إنّ الدولة القويّة هي مَن تعتمد على نفسها في الصناعة، والزراعة، والإنتاج بمختلف أنواعه، فلا تكون تحت رحمة الدول الأخرى، ويقع على عاتقها توفير فرص العمل لمواطنيها، ومن ضمنهم المرأة لكونها ذات إرادة قويّة ترغب بالاعتماد على نفسها في كسب قوت يومها؛ لتعيل نفسها وأسرتها إن كانت بحاجة إلى ذلك. رابعًا: إتاحة الفرصة من المجتمع الإيمان بالشيء يجعله حقيقيًا، كذلك المرأة بحاجة إلى الاعتراف بقدراتها وأفكارها، فالمجتمع الذي يؤمن بقوّة أبنائه لا يسقط أبدًا، ممّا ينتج التشجيع على تمكين المرأة في السياسة والاقتصاد. وتُعدّ هذه أبرز النقاط التي تشجّع على تمكين المرأة في مختلف جوانب الحياة، ويخلق منها امرأة قويّة قادرة على إثبات نفسها في إدارة شؤون حياتها وأداء واجبها تجاه أسرتها، وتأدية رسالتها في الحياة.