سَلامٌ عَلى جِهادِكِ وَصَبرِكِ

سرور عبد الكريم المحمّداويّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 202

ينبع السلام من صفاء قلبها، ومن تلك اليدين التي تقشّرت من غسيل الأواني والملابس، وصنع ما لذّ وطاب، وذلك الصبر الذي لا يزال قائمًا في كلّ بيت على صبركِ يا أنثى السلام، قالوا عنها إنّها نصف المجتمع، ولو دقّقنا لوجدناها كيانًا كاملًا متكاملًا، لامتلاكها قوّة تحمّل باطنية قد لا يمتلكها مفتولو العضلات. فمن حيث قدسيتها، أوجب الدين عليها تحصين نفسها وستر جسدها، والقيام بالواجبات، واجتناب المحرّمات قبل الرجل لما لها من القرب وحبّ التهيئة المقدّسة من بارئها، ومن جمال روحها ضُرِب المثل بحنانها ولطفها عن رحمة الله تعالى، نعم لقد استُثنيت من القضاء والحُكم للطافة فؤادها الذي قد يلين مقابل المجرم وظلمه وأذيّته. وإن كانت تبدو عبادتها ناقصة، فهو من أجل تصفية آلام جسدها من الحزن والوجع والتعب، فهناك أيام خصّصها الله لها لتعينها ظاهريًا وباطنيًا. إنّ المبادئ الدينية والإنسانية لم تجعل المرأة أداةً للاستغلال أو السيطرة من الجانب الآخر، فدورها المتجذّر الثابت في بناء مجتمع سليم من حيث كونها أمًّا، وأختًا، وزوجةً، وابنةً يحتّم عليها تربية مجتمع متكامل، رصين دينيًا، وأخلاقيًا، واجتماعيًا من ناحية تعاليم ديننا، وسيرة رسول الأمّة وآله (صلوات الله عليهم)، فإذا تحقّقت الأسس السماوية في الأرض، ظهرت جنّة السماء في القلوب وعلى أرض الواقع.