رياض الزهراء العدد 187 الملف التعليمي
الوَسائِلُ التَّعلِيمِيَّةُ وَدَورُها فِي النُّهُوضِ بِمَهاراتِ المُتَعَلِّمِ
تُعرف الوسائل التعليمية بأنّها: أجهزة وأدوات وموادّ يستخدمها المعلّم لتحسين عملية التعليم والتعلّم، وكذلك تُعرف بمعناها الشامل: جميع الطرق والأدوات والأجهزة المستخدمة في نظام تعليمي، بغرض تحقيق أهداف تعليمية محدّدة(1). تقوم الوسائل التعليمية بدور رئيس في جميع عمليات التعليم والتعلّم التي تتمّ في المؤسّسات التعليمية المعروفة بالتعليم النظامي أو الرسمي، كالمدارس والمعاهد والجامعات، أو في عمليات التعلّم التي تحدث خارج هذه المؤسّسات، ويباشر الفرد فيها التعلّم على مسؤوليته وبرغبة منه في الاستزادة من المعرفة، وتسمّى بالتعلّم غير الرسمي، وبالمثل فإنّ الوسائل بأنواعها المختلفة وأساليب الاستعانة بما تعدّ لازمة لنجاح عمليات الاتصال التي تتمّ عن طريق المواجهة مثلما يحدث في المحاضرات والندوات والمقابلات، أو التي تتّخذ طريقها عبر وسائل الاتصال الأخرى. وفي مجتمعاتنا العربية تعرف الوسائل التعليمية بأنّها أداة إيضاحية سمعية وبصرية يعتمد عليها المعلّم من أجل تسهيل إيصال المادّة العلمية للمتعلّمين، وتشكّل أهمّية كبيرة للمتعلّمين على السواء، إذ أثبتت التجارب أنّ التعلّم بالوسائل التعليمية يوفّر من الوقت والجهد على المتعلّم ما مقداره (38-40%)، فضلًا عن أنّها تنمّي لدى المتعلّم حبّ الاستطلاع، وترغّبه في التعلّم، وتقوّي العلاقة بينه وبين المعلّم, وبين المتعلّمين أنفسهم, لا سيّما إذا استخدمها المعلّم بكفاية، وتزيد من خبرات المتعلّم، وتعالج القدرات اللفظية والتجريدية, وتزيد ثروة الطلبة وحصيلتهم من الألفاظ، وتجعل الخبرات أكثر فاعلية وأبقى أثرًا، وأقلّ احتمالًا للنسيان، فضلًا عن أنّها تتيح فرصًا للتنويع والتجديد المرغوب فيه، ومن ثمّ تسهم في علاج مشكلة الفروق الفردية. وفي خضمّ التطوّر التكنولوجي الواسع الذي شهده العالم اليوم، نجد أنّ المعلّم قد تفنّن في استخدام الوسائل الإيضاحية التي يكون لها الأثر البالغ في تحسين التحصيل العلمي للطالب، والنهوض بمستواه المعرفي بالشكل الذي يتوافق مع قابلياته العقلية، ومستوياته الذهنية، ولذك نجد المعلّم لا يعتمد على وسيلة واحدة بعينها، وإنّما عدّة وسائل باختلاف عيّنة المتعلّمين لديه، وفي ضوء ذلك نجد أنّ الوسائل التعليمية قد قُسّمت إلى قسمين لتتلاءم مع قابلية المتعلّم نفسه، وهي: - الوسائل الفردية: وهي الوسائل التي لا يمكن استخدامها من قِبل أكثر من متعلّم واحد في الوقت نفسه، ومن أمثلتها: الهاتف التعليمي، والحاسوب التعليمي الشخصي, والمجهر المركّب أو الإلكتروني، والتليسكوب، وغيرها من أجهزة الرؤية الفردية، وهذا النوع من الوسائل التعليمية يحقّق نتائج تعلّم باهرة، إذ يتيح للمتعلّم الاحتكاك والتعامل المباشر مع الوسيلة، بل يتيح له الاستثمار بالوسيلة حتى يتعلّم ما يريد. - الوسائل الجماعية: وتمثّل جميع الوسائل التعليمية التي يمكن استخدامها لتعليم مجموعة من المتعلّمين في وقت ومكان واحد، وتدخل الغالبية العظمى من الوسائل التعليمية في نطاق هذا النوع، ومن أمثلتها: العروض التوضيحية والعملية, والمعارض, والمتاحف العلمية, والرحلات، والزيارات الميدانية, والعرض الضوئي للصور المعتمة, والشرائح المصوّرة والشفافات, وكذلك الخرائط واللوحات والنماذج والمجسّمات، ونلاحظ أنّ هذا النوع من الوسائل هو الأكثر رواجًا على مستوى مدارسنا وجامعاتنا؛ لأنّه يحقّق نتائج جماعية تشمل طلاب الصفّ الواحد، أو المرحلة الواحدة، وفي الوقت نفسه هو اقتصادي إلى حدّ كبير، وغير مكلف، ويحقّق النتائج المرجوّة في وقت قصير. .......... (1) ونوقي عبد القادر، الوسائل التعليمية عبر التاريخ، جامعة الجلفة، الجزائر، ص2.