اِكتِسابُ المَعلُومَاتِ وَفقَ الجُهُودِ الذَّاتِيَّةِ لِلمُتَعَلِّمِينَ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 137

تحتاج العلوم الأكاديمية والتربوية، وآفاق المعرفة والمهارات بين الفينة والأخرى إلى تنمية وتطوير، وانتقالة بارعة وفق إعداد خطّة مقنّنة وقابلة للتطبيق، يُثبّت فيها أهمّ النقاط والأهداف المنشودة، وبالإمكان التعبير عن ذلك عن طريق خاصيّة تربوية تهتمّ بالتعلّم الذاتي، وذلك لضرورة اكتساب أكبر قدر من المعارف لأهمّيتها، إذ يمتاز التعلّم الذاتي بخصائص وفوائد مثمرة، فهو يمنح التلميذ الثقة بالنفس، ويعدّ المحصّلة الأولى والدرجة المميّزة لتقدير الشخص لذاته، وسمة شخصية راقية، تجعل التلميذ قادرًا على اتّخاذ القرارات الإيجابية والصحيحة والمتّزنة قدر المستطاع، يصاحبها إدراكه لكفاءته، والتحلّي بعنصر المحاولة والتجربة، والتمييز بين السلبيات والإيجابيات، والاعتماد على النفس. وتشكّل تلك الاستراتيجية نشاطًا تحفيزيًا مثمرًا، يتّصف بالمرونة والوعي، إذ يسعى المتعلّم عن طريقه إلى تحسين طاقاته وإمكاناته، وخَلْق دافعية واعدة، وتفاعل حيوي لممارسة الأنشطة والخبرات العلمية والتربوية المتعدّدة، أمّا الفئة التي يمكن لها أن تستخدم تلك الاستراتيجية، فهي تتمثّل بالمراحل العمرية المنتهية للدراسة الابتدائية والمراحل الثانوية، ويُصاغ ذلك بناءً على مدى النضج، وتوفير العوامل المساعدة والمساندة للمتعلّم، وتمتّعه بمستوى من الذكاء والإدراك الذهني والعقلي، وقابليّته على التعلّم واستثمار الوقت، والقدرة على استنباط المعلومات من المصادر الموثّقة والرصينة. وتتيح تقنية التعلّم الذاتي للتلميذ التعرّف على الوسائل التعليمية الجديدة لغرض استخدامها بعد إسداء النصح والمشورة المناسبة بحسب الحاجة، والالتزام بإعداد برنامج متسلسل ومنتظم يحتوي على أهمّ الخطوات والمراحل المراد إنجازها في أثناء الشروع باستخدام تلك التقنية في التعليم، ومتابعة ما قد تمّ إنجازه لكلّ هدف مثبت في البرنامج، ومن ناحية أخرى القدرة على الاستكشاف والبحث، إذ يمتاز المتعلّم في تلك المرحلة بشغفه بالتحرّي، وطرح الأسئلة التي تخصّ المادّة العلمية التي تستهويه، أو البحث المُنتخَب من قِبله. ومن الفوائد الأخرى للتعلّم الذاتي هو تنمية روح المسؤولية في العمل، والقدرة على حلّ المشكلات التي تخصّ البحث في حالة وجودها، والتعامل معها بطريقة التفكير الإبداعي. وينبغي مراعاة الفروق الفردية بين المتعلّمين، ووضع ميولهم ورغباتهم وتوجّهاتهم بعين الاعتبار.