رياض الزهراء العدد 187 بادر شبابك
التَّعلِيمُ المُبكِرُ.. رَأسُ المَالِ البَشَرِيُّ
تتنوّع الشخصيات، بخاصّة في مرحلة الشباب ما بين (15-25) عامًا؛ لأنّ هذا العمر هو الذي يقولب شخصية الإنسان، ويحدّد الصفات شبه الدائمة فيه، وللعائلة الدور الأكبر في تكوين الصفات وترسيخها، فنرى على سبيل المثال شابّة انطوائية ومنعزلة، في حين نرى أختها شخصية اجتماعية ومحبوبة، وهذا الأمر موجود في أغلب العوائل، فإن المعاكسات في صفات أفراد العائلة الواحدة هو شيء طبيعي في واقع الأمر، لكن تنمية الإيجابي منها واستبدال السلبي بما هو مفيد هو مسؤولية العائلة، من الأب والأمّ، فنرى الأمّ الماهرة في الطبخ تكون ابنتها ماهرة في الطبخ أيضًا، أمّا الأمّ التي تحبّ المشاريع وافتتاحها، والدخول في المغامرات المدروسة في سوق العمل كالعقارات أو السيارات، وكذلك الأمّ التي تجيد مهارة كالخياطة وغيرها من الأعمال اليدوية فإنّ أطفالها سيأخذون قالبها من حيث الشخصية والتصرّفات والكلمات، وهذا ذاته ينطبق على الأب، فإنّ الأولاد هم نسخة مصغّرة عن والديهم، لذلك يجب عليهما أن يكونا على قدر من التركيز في تصرّفاتهم وسلوكياتهم، والاهتمام الأكبر بتنمية مهارات أبنائهم، ودفعهم للدخول إلى سوق العمل منذ سنّ مبكرة، سواء كانت أنثى أم ذكرًا، فالعمل أصبح متاحًا لذوي الخبرة وذوي الكفاءة، وهاتان الصفتان يمكن اكتسابهما مجّانًا، أو بأسعار رمزية عبر تطبيقات المواقع الإلكترونية. فإنّ الاستثمار برأس المال البشري عن طريق التعليم الذاتي هو الأساس حاليًا في تمكين الفرد من الدخول في أسواق العمل في عمر مبكر، فإنّ الدفع بالأبناء لخوض المغامرة في كسب المال مقابل بذل مجهود معيّن منذ الصغر بات أمرًا أساسيًا، لكن أغلب العوائل غافلة عنه، ويجب التركيز على فكرة أنّنا جميعًا معرّضون للموت في أيّ لحظة، وتوفير المال للأبناء بدون تعليمهم آليّة استثماره ومهارات الإدارة المالية، سيكون أشبه بكأس ماء يُشرب دفعةً واحدةً، فإنّ البيئة العائلية هي المسؤولة عن تكوين فرد ناجح، يمتلك الخبرة التي تجعله يصنع المال من لا شيء، ويكوّن حياة كريمة لنفسه وهو في سنّ مبكرة.