التَّربِيَةُ الصَّالِحَةُ

السيّد محمّد الموسويّ
عدد المشاهدات : 135

قال الله تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (التحريم:6). من كلام لإمامنا سيّد الساجدين (عليه السلام): "...وأمّا حقّ ولدكَ: فأن تعلم أنّه منكَ، ومضاف إليكَ في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنّكَ مسؤول عمّا وليتَه من حسن الأدب، والدلالة على ربّه، والمعونة له على طاعته فيكَ وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزيّن بحُسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربّه فيما بينكَ وبينه بحُسن القيام عليه، والآخذ له منه، ولا قوة إلّا باللّه..."(1). من هذا المقطع نلاحظ أنّ دور الأسرة يحدّد سلوك أفرادها من الناحية الفكرية والعاطفية والنفسية والانفعالية، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرّات قل: لا إله إلّا الله، ثم يُترك حتى يتمّ له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يومًا، فيُقال له: قل محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مرّات، ويُترك حتى يتمّ له أربع سنين، ثم يُقال له سبع مرّات قل: صلّى الله على محمّد وآل محمّد ثم يُترك حتى يتمّ له خمس سنين، ثم يُقال له: أيّهما يمينكَ وأيّهما شمالكَ؟ فإذا عرف ذلك حُوّل وجهُهُ إلى القبلة، ويُقال له: اسجد، ثم يُترك حتى يتمّ له ستّ سنين، فإذا تمّ له ستّ سنين صلّى، وعُلّم الركوع والسجود حتى يتمّ له سبع سنين، فإذا تمّ له سبع سنين قيل له اغسل وجهكَ وكفّيكَ، فإذا غسلهما قيل له صلّ، ثم يُترك حتى يتمّ له تسع، فإذا تمّت لهُ عُلّم الوضوء وضرب عليه، وعُلّم الصلاة وضرب عليها، فإذا تعلّم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه إن شاء الله تعالى"(2). ........................................ (1) شرح رسالة الحقوق: ص420. (2) الأمالي للشيخ الصدوق: 391.