عَدَمُ التَّوفِيقِ لِلزَّواجِ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 147

مضمون السؤال: إنّي امرأة مؤمنة بالله تعالى، وأؤمن بالمقسوم منه، ولكنّي أريد تفسيرًا لحالة أختي التي تعيش معي في الغرب، فهي عانت كثيرًا، منها عدم توفيقها في تكوين أسرة، فما الحلّ؟ مضمون الردّ: المنهج العامّ في الشريعة الإسلامية في هذا المجال وغيره هو المزج بين مجموعة من الحقائق، فمن ذلك عدم الاعتناء بغير اليقين، الذي لا يمكن أن يغني عن الحقّ شيئًا، فليس كلّ احتمال يصحّ أن يعوّل عليه الإنسان، وإلّا فإنّ المحتملات المزعجة في الحياة كثيرة، وقد لا تنتهي إلى آخر العمر، ومن الممكن عدم وجود ما ينفي كثير من الاحتمالات في الحياة، فهل يعني ذلك أن يخرج الإنسان من هوّة احتمال ليقع في حفرة احتمال آخر؟ ومن هذه الحقائق أنّ المؤمن يعمل ما في وسعه في عالم السعي المادّي، كالظهور بمظهر حَسَن، وبأخلاق عالية، وعدم إعطاء أيّ انطباع سلبي كالدلال الذي لا مبرّر له، أو حالة التعالي، أو الاكتئاب، أو ما شابه ذلك، فكلّ ذلك من موجبات تقريب فؤاد الطرف الآخر؛ لأنّ الرجل والمرأة كلاهما حسّاسان جدًا من اللقاء الأول، فيبنيان عليه كثيرًا من الأمور، والحال أنّ الواقع قد يكون أمرًا آخر. والحقيقة الثالثة هو تفويض الأمر إلى الله تعالى، بخاصّة في ساعة اللقاء، فإنّ قلوب العباد بين يدي الله تعالى، فهو الذي يجعل الودّ في قلوب المؤمنين. ومن المناسب عند إحساس الخطر من بعض الأمور الغيبية المزعجة الالتجاء إلى ما جاء في الشريعة من صور الدفع لها، المتمثّلة بقراءة المعوّذتين، وآية الكرسي، وأذكار الصباح والمساء، وغيرها من الآداب والسنن التي وضعناها على الموقع في قسم الآداب والسنن.