أَصحَابُ الكَهفِ

أزهار عبد الجبار
عدد المشاهدات : 139

قال الله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾(الكهف: 9-10)، إنّ القرآن الكريم غالبًا ما يقوم بضرب الأمثال للقضايا الحسّاسة، أو يذكر نماذج من التاريخ لتجسيد الوعي بالقضية، وفي سورة الكهف تمّ توضيح قصّة أصحاب الكهف، وقد يظنّ بعضهم أنّها الأعجوبة الوحيدة في هذا الكون التي تدلّ على قدرة الله تعالى، لكن هناك الكثير من المعجزات الواضحة البيّنة. ذكر الله تعالى أنّهم مجموعة من الرجال العقلاء الذين كانوا يعيشون في ظلّ حياة مترفة، إلّا إنّهم انسلخوا من ذلك كلّه لأجل حفظ عقيدتهم، لأنّهم لم يقدروا على تغيير مجتمعهم المليء بالكفر والفساد، فلجأوا إلى الكهف حيث لم يجدوا في الأرض ملجأً، وتحصّنوا فيه فرارًا بدينهم ومبدئهم، وهذا يدلّ على أنّهم انقطعوا عن كلّ أسباب القوة والأمن، ومن كلّ نصير، فلجأوا إلى ربّ السماء وطلبوا منه العون لأنّهم في موقف صعب يجب أن يرجعوا فيه إلى مَن بيده الحلّ، فطلبوا من الله تعالى الرحمة، والتقدّم وكلّ ما في الكون من أسباب السعادة والفلاح، وأن يهديهم إلى الطريق السوي الصحيح بعيدًا عن عقائد قومهم الخاطئة، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا في زمن ملك جبّار عاتٍ، وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام، فمَن لم يجبه قتله، وكان هؤلاء قومًا مؤمنين يعبدون الله (عزّ وجلّ)، ووكّل الملك بباب المدينة وكلاء ولم يدع أحدًا يخرج حتى يسجد للأصنام، فخرج هؤلاء بحيلة الصيد..."(1). أجوبة الموضوع السابق: (1) العابدة. (2) محرّرة من خدمة الأبوين لخدمة بيت الله. اللغز: س1/ هناك درس تربوي مستوحى من الآية: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ، فما هو؟ س2/ حديث للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) يناسب قصّة أصحاب الكهف، فما هو؟ س3/ إلى ماذا تشير الآية: رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا؟ ............................. (1) تفسير القمّي: ج 2، ص٣٢.