قُدسِيَّةُ الحَياءِ

سرور عبد الكريم المحمّداويّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 637

قال الله تعالى في كتابه الكريم: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ (القصص: ٢٥)، فمن صفات المرأة الحياء، فهو ميزة يخجل مها مَن يقابلها، فينصب حياؤها حولها حدودًا لا يستطيع أحد تجاوزها، ولقدسية المرأة ومكانتها العظيمة عند الله شرّفها بكثير من الأخلاق الفطرية التي لا تحتاج إلى رياضة روحية لتفعيلها؛ لأنّها تبيّن جمال الله على أرضه بمكانتها بصفتها أمًّا حنونًا، وأختًا رؤوفةً، وصديقةً عطوفةً، وزوجةً صالحةً. والحياء صفة تتكلّم عن المرأة بأفعالها قبل لسانها؛ لأنّها تبيّن واقع حالها، إلّا أنّ مغريات الدنيا خلعت هذا الثوب عن بعض النساء وبدّلته بثوب آخر، فهناك جهات تحاول بشتى الطرق جعل المرأة بمنزلة اللعبة بغية امتلاك زمام روحها النقيّة، فبدأت بسحب خيط الحياء شيئًا فشيئًا، فنادت بالحرّية المطلقة غير الشرعية، ودعت إلى خروج المرأة من دارها من غير حجاب، والحثّ على العناية بالجسد والمظهر الخارجي مع إهمال الجمال الروحي المقدّس، فانجرفت النفوس الضعيفة وراء هذه المغريات؛ لتختنق نفسيًا وروحيًا، فإذا خرجت المرأة من غير ضرورة فستترتّب على ذلك الكثير من الأمور التي ستغيّر من صفاء روحها من دون أن تعي ذلك، فكلّما كان الاختلاط بالرجال قليلًا، كلّما قلّت حِيل الشيطان، والنفس الأمّارة للتلاعب في عقلها وقلبها، وقد رُوي عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) أنّها قالت: "خير للمرأة أن لا ترى رجلًا، ولا يراها رجل"(1). فلنكن أكثر وعيًا، ولنتأمّل قول الإمام عليّ (عليه السلام) حيث قال: "رحم الله امرأً عرف من أين، وفي أين، وإلى أين"(2). ................ (1) بحار الأنوار: ج ٤٣، ص ٨٤. (2) شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام): ص ٨٨.