رياض الزهراء العدد 188 التربية الرقمية
المُحتوى الاِفتِراضِيّ ودَورُ الآباءِ في تَقلِيلِ الأَضرارِ وَمُضاعَفَةِ الفَوائِدِ
كيف نحمي أولادنا بالطرق التقنية من تأثير المحتوى الافتراضي؟ إنّ الحركة المعلوماتية تجاوزت بشكل هائل الحدود الزمانية والمكانية بقدرة استيعابية غير محدودة في الكمّ، ورافقها التحوّل الكيفي، وهو التأثير في عقل الإنسان ووجدانه، ممّا أدّى إلى دفع البشرية بشهية مفتوحة بمختلف المستويات العمرية والثقافية نحو تقديم محتويات افتراضية متنوّعة بين الرديء والجيّد، والمفيد والمضرّ. ويُعدّ الأطفال الأكثر عرضةً للتأثر بالمحتوى المعروض في الوسائط الرقمية سلبًا أو إيجابًا؛ لكونهم يميلون إلى تقليد كلّ ما يشاهدونه، سواء في العالم الواقعي أو الافتراضي بمستوى واحد في الاندفاع والرغبة في التقليد، لعدم التمييز بالشكل الدقيق بين العالم الافتراضي وما به من وهم، وفبركة، وقلّة مصداقية، والحقيقة المعاشة في العالم الواقعي، ولدى الأطفال قدرة كبيرة على التخيّل الذي يجعلهم مندفعين في تقمّص الأدوار، لذا على الآباء توضيح الفرق الشاسع بين العالم الافتراضي والواقعي دائمًا. ويمكن أن نذكر بعض النصائح التربوية لتجنّب الضرر النفسي، فمن بين الحلول التي وُضعت من قِبل صنّاع التكنولوجيا والمسيطرين على المنصّات الرقمية تطبيقات في أجهزة الكمبيوتر والـ(إندرويد) هو (وضع تقييد المحتوى)؛ لحماية الأطفال من الاستخدام السيّء، أو مشاهدة محتوى مضرّ لا يتناسب مع أعمارهم، والمراقبة عن طريق معرفة مقدار الوقت الذي أمضاه الطفل في التطبيقات، وتقييد نشاطه في أثناء استخدام الجهاز عن طريق فحص الفيديوهات، وإيقاف قدرة الجهاز، والسماح بمقاطع الفيديو التي تمّ الموافقة عليها من قِبل الأهل فقط، ومن تلك التطبيقات: 1ـ تطبيق (YouTube Kids): يحمل مميّزات عديدة، أهمّها غلق التطبيق عندما ينتهي الوقت الذي يحدّده الآباء لأبنائهم، وهو مناسب للعائلة، مثلما يمنح الأبناء الحرّية في التنقّل وتقليب مقاطع الـ(يوتيوب) الآمنة بحسب رأي الآباء، واختيار المحتوى من قِبلهم عبر تسجيل كلمة سرّ بريدي، وتحميل الفيديوهات وقطع الإنترنت من الجهاز ليكون أكثر أمانًا للطفل. 2ـ تطبيق (Family Link): يسمح للوالدين بوضع بعض القواعد الرقمية الأساسية للمساعدة في تقييد مَن هم في مرحلة المراهقة، أو الطفولة عند التنقّل بين منصّات العالم الافتراضي والألعاب، ولن يتمكّن الطفل من تغيير الإعدادات على أيّ جهاز يسجّل الإيميل الخاصّ به عليها. ومن المميّزات الأخرى أنّها تساعد الاختيارات التي تمنحها التطبيقات عند وضع الإيميل وذكر عمر الطفل على إيجاد عدّة برامج تثقيفية وتعليمية مخصّصة للأطفال لا يعرف عنها الآباء، كذلك إمكانية تتبّع مكان وجود الطفل. إنّ الأساليب التقنية للرقابة الأبوية تقلّص من الضرر المحتمل لمخاطر الإنترنت، وتساعد على تجنّب المعلومات السيّئة، والاستفادة من المعلومات والمحتوى الجيد، وتؤدّي إلى تحقيق التوازن في اختيار الآباء للتطبيقات، والألعاب، ووسائل الترفيه، مع عدم حرمان الأبناء من امتلاك الهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية، والتنقّل في مواقعها الافتراضية.