خَلفِيَّاتٌ تَعلِيمِيَّةٌ مُؤَثِّرَةٌ

إنعام تمّار الكعبيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 127

يشغل البعد التعليمي مساحة واسعة في حياة الأفراد، ويتّخذ جانبًا مهمًّا في شخصيّاتهم ومستقبلهم، ولا شكّ في أنّ للوالدين دورًا مهمًّا فيه مثل بقيّة الجوانب المهمّة في تنشئة الأولاد، فإذا أُريد حصاد ثماره، فلابدّ من أن يثري الأبوان أرضية التعليم بالعوامل المساعدة والمتنوّعة التي ترتقي به، فجودة ما ينتج منه ترتبط بما يبذلانه، على الرغم ممّا يمتلكه الأولاد من القابليات والمؤهّلات، وفيما يأتي أهمّ العوامل المؤثّرة في التعليم: 1- خلق الدوافع والميول لطلب العلم: إنّ بناء العزيمة والإرادة لطلب العلم ومواصلة المسير في نفوس الأولاد تعني أنّهم يتبنّون الدراسة مشروعًا هم الرائدون فيه، ولا يرضون إلّا بالنجاح، إذ يولّد التوجّه والرغبة النفسية حافزًا داخليًا، ودافعًا ذاتيًا نحو التقدّم والازدهار لا تضاهيه الدوافع الأخرى في الفعّالية والإنتاج، فيمكن للأبوين التسلّل إلى كوامن نفوس الأبناء لغرس قيمة العلم وأهمّيته، وأنّه وسيلة التكامل البشري, وأنّ عظماء التاريخ قد صنع العلم منهم نماذج فريدة، فمَن لا يجد في العلم هدفًا ساميًا، وطموحًا أخّاذًا، فلا يتلهّف لإتقانه ولا تحمّل أعبائه. 2- امتلاك الأساليب والآليّات: إنّ جعل الأولاد يمتلكون التدابير والطرق التي تسهّل حفظ الموادّ وفهمها ووضع آليّات تذلّل مصاعبها، يُعدّ سببًا لمواصلة الدراسة، ويبعد التهرّب الذي ينتج عنه الإخفاق، وتدنّي المستوى والرغبة، فمثلًا يسهل الإعراب بتعلّم علامات الاسم، فيميّز بينه وبين الفعل والحرف، وتعلّم علامة الأفعال والحروف، وغير ذلك. فامتلاك المنهج يعني معرفة المفتاح والخريطة التي يستعملها الطالب كلّما أُغلق عليه باب الوصول إلى المعلومة، فيتغلّب على مصاعبها ويهيمن على مطالبها، فالاستمرار في جعل الابن في دور المتلقّي الذي يُلقّن المادّة بدون أن يملك الاسترشاد إليها يُعدّ تعطيلًا لقدراته الذهنية، وافتقارًا في تعامله مع المشكلات العلمية. 3- استبعاد المنفرّات والمشتّتات: وهي مجموعة من العوامل التي تعصف بذهن الأبناء، وتعكّر صفو أفكارهم، وتقطع حلقة وصلهم الدراسي، سواء كانت ظروف عائلية مثل كثرة السفر وكثرة الخلافات، أو السماح باستعمال الأجهزة الإلكترونية لمدّة طويلة لغير الحاجة العلمية، وقد يكون الضعف البدني الناتج عن فقر الدم ونحوه سببًا في فقد التركيز وتشتّت الذهن، فالبدن آلة الروح، فإن لم يكن ناهضًا بالصحّة أعاق عن المسير، ولا يخفى على أحد أثر العوامل الغيبية البالغ في جلب التوفيق والبركة، كدعاء الوالدين، والصدقة والشكر عند التفوّق، وأمثالها.