كُتُبُ التَّنمِيَةِ البَشَرِيَّةِ.. تَغزُو السَّاحَةَ الثَّقافِيَّةَ

هاجر حسين الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 188

ما السبب الذي يجعل الروايات وكتب التنمية البشرية الأكثر انتشارًا؟ وفي المقابل يقلّ الطلب على كتب الاقتصاد، والتاريخ، والسياسة وعلم النفس وغيرها، فلماذا تفضّل الأغلبية كتب التنمية البشرية على سائر الكتب؟ المجتمع له دور كبير في بناء ثقافة الفرد أو الاعتناء بميوله وتطلعاته، بمعنى آخر العقل الجمعي يؤدّي دورًا كبيرًا في هذه المسألة، فالأسرة، والمدرسة، والجامعة، قد لا تهتمّ كثيرًا بموضوع صناعة العلماء بقدر تركيزها على نسب النجاح الدراسي، ولا ننسى دور الحكومات وتحكّمها بدور العلماء والمثقّفين. ومن جانب آخر نجد المدارس والجامعات تفتقر إلى دروس الحياة وبناء الشخصية، وكيفية التعامل مع الآخرين، في حين نجد دروسًا عديدة في العلوم الأخرى كالتاريخ، والاقتصاد، والكيمياء، والفيزياء، وغيرها. وممّا يزيد من إقبال الناس على كتب التنمية البشرية هو سهولة قراءتها وفهمها، بحيث يمكن قراءتها في أيّ مكان بشكل سريع، إضافة إلى الترويج المبالغ لهذه الكتب، فضلًا عن كون هذه الكتب ليس فيها جهد ذهني، في حين كتب الاقتصاد مثلًا غالبًا ما تكون معقّدة، فغير المتخصّص من الصعب عليه استقبال معلومات كهذه، مضافًا إلى كون الإنسان في الوقت الحالي أصبح يبحث عن كتب بسيطة الفهم والقراءة؛ لأنّه تعوّد على حصوله على المعلومات الجاهزة، فأصبح عقله خاملًا غير قادر على استساغة الكتب التي تحتاج إلى تفكير وتفهّم في أثناء القراءة. وقد يكون السبب لكون القراءة ليست واجبة، وكلّ شخص لديه غرض وهدف من القراءة، فهناك مَن يبحث عن شيء أو معلومة يجدها في الفئات المذكورة، وهناك مَن يجدها في القصص والروايات، إضافة إلى التسلية وسهولة الاستقبال، ومن ثمّ كلّ شخص يحصل على الغرض الذي يريده، ومن الفئة التي يريدها، ويجد فيها ضالّته.