رياض الزهراء العدد 188 طفلك مرآتك
طُفُولَةٌ مُطَعَّمَةٌ بالـ(سوشيال ميديا)
أصبحت منصّات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة تمثّل جزءًا كبيرًا من حياة الفرد، ونلاحظ العديد من الأسر تعتمد على تلك المنصّات في تربية أبنائها، وهذا يمثّل ظاهرة سلبية ومضرّة جدًا بالطفل الذي يقضي يومه بشكل شبه كامل على الهاتف، بغضّ النظر عن الميزات التي تقدّمها منصّات التواصل إذا استُخدمت بشكل صحيح، لكن مع ذلك يكون لها ضرر وتأثير كبير لاسيّما في مرحلة نشوء الطفل، إذ إنّه يتأثّر بكلّ ما يراه ويسمعه، فنجد العديد من الأطفال وهم يقومون بتطبيق ما يرونه على مواقع التواصل، سواء كانت أفعالًا أو ألفاظًا، فيؤثر في شخصية الطفل وسلوكياته، ومن ثمّ يؤثر في المجتمع بأكمله؛ لأنّه يجرد أولئك الأطفال من ثقافة التكلّم وثقافة الأسلوب، ولن نتوقّف عند تلك النقطة، فالتواصل الاجتماعي يؤثر أيضًا في أواصر العلاقات الاجتماعية للطفل، فأغلب الأطفال المدمنين على الهواتف نجدهم مصابين بالتوحّد أو العزلة؛ لأنّ الهواتف الذكية حلّت محلّ العائلة والأصدقاء، وتُعدّ سهلة الاستخدام، إذ يعثر الطفل على كلّ ما يريده بكبسة زر، وهذا ما يجعل الطفل قليل الصبر، ويصرّ على أهله للحصول على ما يريد بسرعة وبدون نقاش، لذلك يتوجّب على الأهل إدراك بعض الأمور، منها: - منع الأطفال بشكل ودّي من استخدام الهاتف، لاسيّما الصغار في السنّ، واعتماد ألعاب الذكاء، أو أفلام الكارتون الهادفة في تعليم الطفل وتنمية قدراته، والأهمّ من ذلك زرع الثقة والقناعة لديه، بحيث يكون قنوعًا بما يملك، ولا تتأثر قدراته الإبداعية والفكرية بالهاتف. - تحديد ساعة معيّنة من اليوم لاستخدام الهاتف، إذ تعويد الطفل على الالتزام بجدول يومي يعلّمه النظام، ممّا يساعده على التخلّص من اضطرابات النوم الحاصلة لدى عدد كبير من الاطفال بسب السهر على الهواتف. - مشاركة الطفل اهتمامه على الإنترنت بمراقبة المواقع التي يشاهدها، وهذا سينعكس عليه مستقبلًا، إذ يُفضّل أن يشارك عائلته باهتماماته وتفضيلاته. - اختيار المنصّات الإلكترونية بحسب الفئات العمرية، وتعليم الطفل التعبير عن نفسه، وعمّا يحبّ أو يكره عن طريق استخدامها. وهناك العديد من المساوئ إلى جانب المحاسن التي تخصّ تلك المنصّات، لكن يبقى القرار للعائلة، فإمّا أن تجعل من الإنترنت حياة نظامية وفكرية لطفلها، أو حياة منهكة وغير نظامية.