رياض الزهراء العدد 188 تاج الأصحاء
اِضطِرابُ المَزاجِ عِندَ الأَفرادِ
اضطراب المزاج يعني الشعور المبالغ بالسعادة، والرضا، والتفاؤل لمدّة معيّنة، يقابله الشعور بالتشاؤم والاكتئاب في مدّة أخرى، ممّا يعني حدوث خلل ما في الوضع العاطفي، فيشعر الإنسان بعواطف غير ملائمة للأحداث المرافقة، وينعكس هذا التغيّر على السلوك والتعامل مع المحيطين، فإذا كان المزاج كئيبًا فكلّ شيء سيكون حزينًا، وإذا كان فرحًا فكلّ شيء سيكون جميلًا، وقد يعاني مختلف الأشخاص من الاضطرابات المزاجية، من المراهقين والبالغين والأطفال، ويكون التشخيص أكثر صعوبة لدى الأطفال لعدم قدرتهم على التعبير عن شعورهم. أنواعه: أكثر أنواع الاضطرابات المزاجية شيوعًا هو (الاضطراب الشديد) ويستمرّ لمدّة طويلة، و(اضطراب ثنائي القطب) ويكون بالتناوب، و(عسر المزاج) الذي قد يستمرّ لعامين، و(اضطراب وجداني موسمي)، ويرتبط هذا النوع بفصول معيّنة كأواخر الخريف وبداية الربيع. أسبابه: تختلف أسباب تقلّب المزاج من شخص إلى آخر، وأهمّها نقص ساعات النوم، وسوء التغذية، ونقص بعض الفيتامينات في الجسم، كنقص الحديد، ونقص فيتامينD، وأوميغا3، والتعرّض للضغط الشديد في العمل، والتعرّض لصدمات عاطفية، وتقلّب الهرمونات في الجسم، بخاصّة عند النساء، والعيش بالروتين المملّ، وعدم الإقدام على المغامرة وتجربة الأشياء الجديدة، وتناول بعض الأدوية كالأدوية المضادة للاكتئاب. التشخيص: إنّ تشخيص الاضطرابات المزاجية يتمّ عن طريق الفحص البدني للتأكّد من انتظام عمل الغدّة الدرقية، أو ملاحظة نقص الفيتامينات، والاستفسار عن التأريخ الشخصي والعائلي، والاستفسار عن أسلوب الحياة، كعادات النوم والأكل، وغيرها. طرق العلاج: هناك مجموعة من الطرق للتخلّص من التقلّبات المزاجية، منها ممارسة الرياضة كتمارين الاسترخاء والتنفّس، وتناول الأعشاب الدافئة كالبابونج، واليانسون، والزنجبيل، والنعناع، والشاي الأخضر، وتناول اللبن أو الحليب قبل النوم، وتناول عصير الليمون، وأخذ حمّام ساخن، والتخلّص من الروتين المملّ، والبدء بتجربة مغامرات ونشاطات جديدة، وتفعيل العلاقات الاجتماعية المليئة بالودّ والمحبّة، والتخفيف من المأكولات الغنيّة بالكربوهيدرات والسكّريات، وتناول اللوز، والموز، والسمك، والجبن، وصفار البيض، والبرتقال، والفراولة، والفلفل، والشوكولاتة السوداء لاحتواء تلك الأطعمة على الفيتامينات والاحماض التي تعمل على تنظيم الاختلالات الهرمونية ، وهناك علاجات نفسية تساعد على الشفاء، منها فردية، وأخرى جماعية، والعلاج السلوكي المعرفي الذي يهدف إلى معالجة أنماط التفكير المختلفة وتحدّيها، والعلاج السلوكي الجدلي، وهو مصمّم للأشخاص الذين يعانون من عواطف قوية جدًا، وفي حالات أخرى يمكن وصف الدواء لتصحيح اختلال التوازن الكيميائي الحاصل في النواقل العصبية. وأهمّ علاج هو قراءة القرآن الكريم، إذ يقول الله تعالى:﴿ وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ...﴾ (الإسراء: 82)، فقراءته فيها خير عظيم وفائدة كبيرة، وهو من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم، ويورث الطمأنينة في القلوب، وانشراح الصدور.