نَاقَةُ صَالِحٍ (عليه السلام)

أزهار عبد الجبار الخفاجي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 238

قال الله تعالى: وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (هود:64). من القصص الجميلة التي وردت في القرآن الكريم قصّة ناقة نبيّ الله صالح (عليه السلام)، الذي كان يعيش بين قوم جبّارين، وهم قوم ثمود الذين عاشوا في شمال شبه الجزيرة العربية، وقد أنعم الله عليهم بالزروع والثمار، وعُرفوا بنحتهم لبيوت عظيمة من الجبال، فكانوا يستعملون الصخر للبناء، وكانوا أشدّاء، أقوياء، وكانوا قومًا جاحدين عصوا ربّهم، وعبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم صالحًا ليهديهم إلى عبادة الله تعالى، يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن قلوبهم القاسية، وطباعهم الغليظة، وتمسّكهم بضلال آبائهم الأولين، كلّ ذلك حال بينهم وبين الانصياع لدعوة الحقّ، فلم يُصدّقوا دعوة نبيّهم، واعتقدوا بأنّه ساحر، وطالبوه بمعجزة لإثبات صدق نبوّته، واستجاب الله تعالى لذلك، وكانت مُعجزته الناقة التي شقّت صخرة في الجبل، وخرجت منها، وكانت تشرب المياه الموجودة في الآبار في يوم لوحدها، وكانت أيضًا تدرّ لبنًا يكفي جميع الناس، وذلك دليل على أنّها مُعجزة من الله تعالى، وأصدر الله أمرًا إلى صالح (عليه السلام) بأن يخبر قومه بعدم المساس بالناقة، أو إيذائها، أو قتلها، وأن يَدَعوها تأكل من أرض الله، وإلّا فإنّهم سيُلاقون عذابًا كبيرًا. دُهش القوم في بادئ الأمر عندما خرجت الناقة من صخرة في الجبل، ودُهشوا من لبنها المبارك الذي كان يكفي الناس جميعًا، وكان الأمر واضحًا بأنّها معجزة الله تعالى، فعاشت بينهم، وآمن بعضهم، وبقي مُعظمهم على الكفر والعناد، وبدّلوا نعمة الله كفرًا، وأحلّوا قومهم دار البوار، وما شكروا الله على نعمه، بل طغوا، وبغوا، وعاثوا في الأرض فسادًا، فغرّتهم الدنيا، فحلّ عليهم غضب من الله، وتمّ تدميرهم وهلاكهم(1). أجوبة العدد السابق: ج1/ الهجرة من الأوساط المنحرفة مهما كانت الظروف، فهم فرّوا بدينهم ومبادئهم وحافظوا على معتقداتهم. ج2/ "مَن فرّ بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرًا من الأرض، استوجب الجنّة وكان رفيق محمّد وإبراهيم (عليهما السلام)"(2). ج 3/ ضرورة الاعتماد على مشيئة الله تعالى، والثقة بلطفه، وطلب العون منه في كلّ ما يتعلّق بأمور المستقبل. اللغز: س1- لماذا عمد قوم صالح (عليه السلام) إلى القضاء على الناقة على الرغم ممّا ذكره لهم نبيّهم من خصائص ومميّزات تتمتّع بها؟ س2- هل ذُكِرت قصّة الناقة في القرآن الكريم؟ اذكري (3) سُوَر. س3- ما الدروس المستفادة من هذه القصّة؟ س4- لماذا طلب قوم صالح (عليه السلام) المعجزة؟ ...................................................... (1) قصص القرآن: مقتبس من تفسير الأمثل: ص 62. (2) مواهب الرحمن: ج9، ص201.