رياض الزهراء العدد 189 التربية الرقمية
طِفلُكِ وَمُعَالَجَةُ التَّعَلُّقِ المُفرَطِ بِالهاتِفِ الذَّكِيّ
مع تطوّر الفيديوهات الترفيهية والألعاب الإلكترونية التي يتمّ تحميلها على الهواتف الذكية، أصبح منع الطفل من كلّ تلك المغريات أمرًا صعبًا، على الرغم من خطورة الإدمان عليه الشديدة. ومن العادات السيّئة في الآونة الأخيرة التي أصبحت أمرًا شائعًا، هو تعلّق الأطفال بهواتفهم الذكية بشكل مفرط، ليس فقط داخل المنزل، بل هوس اصطحابه معهم في كلّ مكان، منها الأماكن المخصّصة للترفيه، واللعب، وتغيير الأجواء، فبات من العادات الضارّة جدًا بصحّتهم العقلية والبدنية، فنراهم منشغلين في تقليب هواتفهم، في السيارات، والمناسبات العائلية، والمتنزّهات، حتى في النزهات السريعة التي تقوم بها العائلة. هذا السلوك له سلبيات كثيرة، فقد يفقد الطفل متعة مشاهدة المناظر الطبيعية وتأمّلها، مع مواجهة صعوبة في اختراع ألعاب ترفيهية مشتركة على أرض الواقع، وتنطفئ الرغبة عنده في مشاركة أقرانه اللعب الجماعي، مثل: الجري، القفز، رمي الكرة، الطائرة الورقية، الغميضة، وغيرها، فهو يراها غير مسلّية، على الرغم من فوائدها البدنية والمعنوية، مثلما يجد صعوبة في الحديث والتعارف، وتكوين صداقات بشكل سريع وبديهي مثلما يفعل الأطفال المعتادون على الاختلاط. وفي هذا الصدد نتحدّث عن الوسطية من قِبل الأهل، بين جعل الطفل منخرطًا مع أصدقائه في المجتمع من حوله ومواكبًا له، وبين تركه غارقًا في عالم الهاتف المحمول، ممّا يستدعي وضع الحدود للاستخدام وإن كانت صارمة، حفاظًا على سلامته من مخاطر التعلّق المفرط، حيث ليس من السهل دائمًا التحكّم في منع سلوكيات متكرّرة لدى الطفل. لجعل مهمّة معالجة التعلّق بالهاتف الذكيّ أقلّ صعوبة، هناك أساليب وبدائل يستخدمها الآباء تساعد أطفالهم على تجاهل الهاتف المحمول، وتسيطر على هوسهم به، وتحوّل انتباههم إلى ممارسات جيدة ونافعة لصحّتهم البدنية والعقلية، كذلك تسهم في كسب بعض المعارف المفيدة، منها: ـ منع الطفل من حمل الجهاز معه أينما ذهب، وإقناعه بأضراره عن طريق حوار يناسب عمره. ـ شرح أثر الهواتف الذكية في الجسم وأضرارها عليه، واصطحابه إلى الأماكن الترفيهية التي يحبّ الذهاب إليها، وتشجيعه على ممارسة الألعاب المختلفة، ومحاولة المداومة عليها. ـ مشاركة الأهل في الهوايات والألعاب التي يحبّها الطفل، ومساعدته على إدراك قيمتها بصفتها أنشطة صحّية؛ لتزيد من رغبته في ممارستها، فتغنيه عن استخدام الهاتف المحمول. ـ تسجيل اسم الطفل في الأنشطة الترفيهية والتعليمية التي تقيمها المؤسّسات الحكومية والخاصّة؛ لاكتشاف هواياته وإبداعاته، وتطوير مهاراته والتفاعل مع مَن حوله. ـ جلب الحيوانات الأليفة التي يأنس بوجودها، وتربيتها في البيت لقضاء أوقات ممتعة معها، وإيكال جزء من مهامّ العناية بها إليه؛ ليشعر بالمسؤولية.