الدَّعمُ الذَّاتِيّ وَالإِسنادُ المِهَنيّ فِي المُؤَسَّسَةِ التَّربَوِيَّةِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 158

تسعى القيم السامية والأخلاق الحميدة، والسلوك المعتدل وَفق المنبع الصافي والهادر عبر غدير التعاليم الإسلامية الهادفة إلى تكوين الشخصية القدوة للمتعلّم المنضوي تحت لواء المؤسّسة التربوية والتعليمية التي تسعى بدورها إلى تحقيق التوافق والتصالح مع الذات، والتمتّع بالسلامة النفسية بقدر المستطاع وفقًا للمعطيات والأهداف التي يرسمها (المرشد التربويّ)، المحبّ لغرس الثقة بالنفس، والفضائل المنيرة المنحدرة من فيض محاسن الآداب الإسلامية الرفيعة. ومَن يغوص في عالم تربية الأبناء، يلاحظ أنّ النشأة الأولى تبدأ من الأسرة الحاضنة للطفل، إذ تقع على عاتقها مسؤولية التنشئة الاجتماعية، والانطلاق من نقطة البداية لتوفير أهمّ المتطلّبات، وتهيئة المناخ المناسب لنموّ الطفل عبر المراحل العمرية التي يمرّ بها، وإشباع حاجاته الأساسية، وفي بعض الأحيان قد يحدث أمر طارئ داخل الأسرة، يشكّل عائقًا أمام تحقّق إشباع متطلّبات نموّ الأبناء واكتماله، ممّا يؤدّي إلى حصول مشكلة تحتاج إلى حلّ، وقد تتحدّد أسباب المشكلة بالإهمال، وعدم المتابعة، أو فقدان الوالدين، أو أحدهما، أو وقوع الانفصال بينهما، وغيرها من الاضطرابات والتوتّرات داخل الأسرة وخارجها. وهنا لابدّ من الوقوف على أبواب الحلول المساندة لحلّ تلك المشاكل، والتحقيق عنها من قِبل متخصّص كفوء، ومتمرّس متمكّن من إعداد خطّة تؤهّله في تحديد المشكلة التي يعاني منها التلميذ، وصياغة الحلول المناسبة لها، وتقديم المساعدة له، والعمل على زيادة القدرات والمهارات، وحُسن التعامل مع المحيطين، وعقد اللقاءات الدورية مع أولياء الأمور، واختيار البدائل المناسبة والمتاحة قدر الإمكان والممكنة التنفيذ؛ للخروج من المشكلة، والتمتّع باتّزان واستقرار، وشعور المتعلّم بالأمان والرضا، والتغلّب على العقبات، ومتابعة المستوى العلمي، فضلًا عن تنمية القدرات الذهنية، مع مراعاة وجود الفروقات الفردية، والسعي إلى الارتقاء بمستوى العملية التربوية والتعليمية، وإرشاد المتعلّمين إلى المسار الصحيح، والقدرة على تحمّل المسؤولية بحسب الفئات العمرية، والتحلّي بالتفاؤل، ومحاولة التكرار والتجربة في إنجاز المهامّ المُناطة إليهم، وتقديم المساعدة للتلاميذ في اتّخاذ القرارات المدرسية بالتعاون مع الأسرة بعد جمع المعلومات الكافية، وتمكين المتعلّمين من التكيّف مع المحيطين بهم من الأصدقاء، والملاك التربوي، والإدارة المدرسية، بالتعاون مع معلّم الصفّ، واكتشاف المواهب وصقلها، وتشخيص مواطن القوّة والضعف فيهم، وتقييم أبرز الخصائص المتعلّقة بكلّ متعلّم، وتقديم بعض الهدايا التشجيعية للمتميّزين منهم، ممّن أحرزوا التقدّم العلمي، والتغيير الإيجابي في السلوك، والانتظام والالتزام. وفي الختام لابدّ من توافر أهمّ العناصر المميّزة في شخصية المرشد التربويّ، ألا وهي اتّصافه بالمرونة، والتعاون، والتطوير، والإنجاز، والإبداع، وإتقان استخدام الأدوات والاستراتيجيات الإرشادية الناجعة التي تجذب التلاميذ، وتسهم في تناغم المتعلّمين وتفاعلهم معه.