رياض الزهراء العدد 189 تاج الأصحاء
صَغِيرَةُ الحَجمِ، كَبِيرَةُ التَّأثِيرِ
قال الله تعالى في كتابه الكريم: لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين:4)، يتمتّع جسم الإنسان بالخَلق القويم، فليس جمال الوجه، وكمال الخِلقة الظاهرة للعين هي ما تنطبق عليه هذه الآية المباركة، بل توجد تفاصيل دقيقة في أجسامنا لا نعرف قيمتها، ولم يتوصّل العلماء إلى اكتشاف بعضها، فبعض الأجزاء الصغيرة على الرغم من صغر حجمها، إلّا أنّها تؤثر في أجسامنا تأثيرًا كبيرًا، منها الغدّة الدرقيّة، فهي صغيرة الحجم، يبلغ قياسها حوالي (5سم)، وموقعها حسّاس جدًا، إذ تقع تحت الجلد مباشرةً بين عظم الترقوة والحنجرة، وتوجد عند الرجال والنساء، لكن مشاكلها وتأثيرها في النساء أكثر بعشر مرّات من الرجال، ووظيفتها الرئيسة هي إفراز الهرمونات الدرقيّة (T4، T3)، التي تتحكّم في معدّل استقلاب الجسم، وتؤثر الهرمونات الدرقيّة في معدّل الاستقلاب بطريقتين: 1- تحفيز جميع أنسجة الجسم على إنتاج البروتينات. 2- زيادة كمّية الأكسجين التي تستهلكها الخلايا. وعلى الرغم من أنّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بخلل الغدّة الدرقيّة، إلّا أنّه قد يستغرق الأمر سنوات حتى يتمّ التشخيص الصحيح لها، لأنّ من أعراضها: قلّة النوم، التوتّر، التعب، وهذا ما تشعر به أغلب النساء بسبب الأعمال المنزلية، وتربية الأطفال، والمسؤوليات الأخرى، لكن هناك أعراض خاصّة بها، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، الخلل الملحوظ في الوزن، ضربات القلب غير المنتظمة، وأهمّ تلك الأعراض تضاعف حجم الغدّة، بحيث يمكن تحسّسها بسهولة عند فحصها من قِبل الطبيبة، أو تظهر واضحة للعيان. مشكلات الغدّة الدرقيّة: 1. قصور الغدّة الدرقيّة: المقصود به عملها بأقلّ من كفاءتها. 2. فرط نشاط الغدّة الدرقيّة: المقصود به عملها زيادةً عن كفاءتها. 3. التهاب الغدّة الدرقيّة بالمناعة الذاتيّة: ينجم عنه قصور نشاط الغدّة الدرقيّة أو فرطه. يمكن تأكيد التشخيص عبر اختبارات الدم التي تقيس هرمون الـ(ثايروكسين)، والهرمون المستحثّ للغدّة الدرقيّة (TSH)، ويمكن لأيّ شخص أن يساعد غدّته على العمل بالشكل الصحيح عبر عدد من النصائح، منها تناول فيتامينات متعدّدة تحتوي على اليود، والسيلينيوم، والزنك، وفيتامينات B، وكذلك النوم الكافي الذي قد يصل إلى (10) ساعات يوميًا، وممارسة الرياضة بانتظام, وتناول الطعام الصحّي، وشرب كمّيات كافية من الماء، ولا يخفى على أحد أنّ تناول الوجبات السريعة، والتدخين، والمشروبات الغازية لها تأثير سلبي كبير في الجسم كلّه، وليس في الغدّة الدرقيّة فقط، لذا ننصح الجميع بالقراءة عن كلّ ما يخصّها؛ لما لها من تأثير كبير فينا، ونسأل الله العافية.