رياض الزهراء العدد 189 طفلك مرآتك
تَشبِيهاتٌ خَاطِئَةٌ
حلّ الصباح وأشرقت الشمس بنورها الساطع، خرجت حيوانات المزرعة إلى المرعى، وخرج راعي المزرعة من بيته المجاور للمزرعة صارخًا بأعلى صوته على عدنان: أيّها الخائن! لم تكن وفيًّا لي وأنا صديقكَ المقرّب، اذهب من هنا ولا تعد، فلم تعد تربطني بكَ أيّ صداقة؛ لأنّكَ عديم الوفاء كالكلاب! سمعت حيوانات المزرعة المشاجرة، واجتمعوا ليناقشوا ما جرى من تنافر الأصدقاء فيما بينهم. فوقف كلب المزرعة مخاطبًا أصدقاءه من الحيوانات: اسمعوا يا أصدقائي، أنا لديّ اعتراض على ما جرى بين صاحب المزرعة وبين صديقه عدنان. الحمار: وهل لكَ أن تتدخّل بينهما يا صديقي؟ فما لنا وما يجري بين البشر. الكلب: يا صديقي الحمار، ليس اعتراضي على شجارهما، إنّما على تشبيه صاحب المزرعة، فهو نعت عدنان بالكلب لعدم وفائه، وهذا غير صحيح، فنحن الكلاب أوفياء لمَن يرعانا من البشر، على عكس بعضهم، ممّن ينكر المعروف، فهل سمعتَ يومًا بأنّ كلبًا عضّ صاحبه وإن جاع؟! ضحك الحمار، وقال: لا تغضب، فبحسب ما تقول أنا مَن عليه أن يعترض عليهم، فهم ينعتون الإنسان الغبيّ بالحمار، والجميع يشهد لي بالذكاء، حتى إنّني لا أنسى طريقًا مررتُ به، فكيف أكون غبيًّا. صاحت الدجاجة: لستما وحدكما مَن يعترض، فأنا لديّ اعتراض أيضًا، فبني الإنسان ينعتون المتكاسلات من النساء بالدجاجة، ومثلما تعرفونني فأنا نشيطة ولا أتكاسل عن عملي، فحتى رقودي على البيض يُعدّ عملًا، لا تكاسلًا. صاحت البقرة بأعلى صوتها: يا أصدقائي، لو كلّ واحد منّا اعترض على نعوت البشر السلبية لبعضهم لخرجت حيوانات المزرعة جميعًا في مظاهرة، ولما انتهينا من هذا الاعتراض. يا أصدقائي، اتركوا بني آدم في همّهم، ودعونا نلتفت إلى أعمالنا، فبعض البشر هذه طبيعتهم ويا للأسف الشديد، ينظرون إلى سلبيات غيرهم، ويشبّهونهم بالحيوانات، ولا ينظرون إلى عيوب أنفسهم، فلو أنّ الإنسان حاسب نفسه من قبل أن يحاسب غيره، لعاش كلّ مَن في الأرض بسلام وطمأنينة. انفضّ الجميع، وعاد الحال مثلما هو عليه من التشبيهات الخاطئة، الصادرة من بعض الناس.