رُزءُ الزَّمانِ..شَهادَةُ سَيِّدَةِ الأَكوانِ

بسم الله النور على مشكاة النور.. بسم الله النور على سيّدة النور.. أعيذكِ بالله يا أمّاه من كسر الضلع، ولطم الخدّ! تسبيحة الملكوت تحيط بقلبكِ وبدنكِ مولاتي.. يتمتم الزمان في ذهول: الله أكبر، مَن تجرّأ على باب الله فأحرقه؟ سبحان الله، عليّ على وصيّة حبيبه ما أحفظه! نادت: "يا فضّة أسنديني..." تلقّفتها السماوات والأرض.. أول ضلع لزهراء محمّد ينكسر! وأول شهيد من أولاد عليّ يمضي! سؤال يشجّ قلب العالمين: ما أقربكَ يا محسن الزهراء من كَسْرها.. تتضاءل، فتخبو أنفاسها.. وا أمّاه! وا فاطمتاه! بين أذكارها وأنوارها، تزفر آخر أنفاسها.. إيهٍ لضغائن أهل النفاق والشقاق التي ما برحت تملأ أيامكِ وحياتكِ! إيهٍ لرزئكِ الأعظم، وجرحكِ المكلوم، وقبركِ المخفيّ.. مولاتي، ما أوجع مصابكِ في القلوب! فلولا تجرّؤهم على بابكِ الأقدس، لما أتوا بمصائب تترى، يندى لها جبين التأريخ: "...صالحٌ بعد صالح، وصادقٌ بعد صادق..."(1) "...فقُتل مَن قُتل، وسُبِي مَن سُبِي..."(2) والأمة مصرّة على بغضكم وعداوتكم.. يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (الصفّ: 8). ............................................................. (1) مكيال المكارم: ج ٢، ص٨٦. (2) المصدر السابق: ج2، ص85.