مَجمُوعَةُ مَشاتِلِ الكَفِيلِ

م.م مروة راضي الأسديّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 228

تمتاز العتبة العبّاسية المقدّسة بنشاطاتها المختلفة عبر أقسامها ووَحداتها الفاعلة في مشاريعها المتنوّعة، سواء الفكرية منها، أو التعليمية، أو الثقافية، أو التنموية؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتيّ، فضلًا عن المشاريع التسويقية، منها (مشتل الكفيل) الذي يُعدّ من أكبر المشاتل في عموم العراق من حيث المساحة، وعدد الأشجار، والشجيرات، والنباتات الموجودة فيه وأنواعها، ممّا أهّله لشغل مكانة متميّزة في الجانب التسويقي لمختلف منتجاته، وجذب مجموعة كبيرة من العملاء والزبائن من مختلف أنحاء العراق. التقت مجلة رياض الزهراء (عليها السلام) بالسيّد محمّد حربيّ/ معاون رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة العبّاسية المقدّسة (دام توفيقه) الذي زوّدنا بمعلومات تفصيلية عن المجموعة متفضّلًا: أُسّست مجموعة مشاتل الكفيل سنة (2006م)، وتقع على طريق نهر الحسينية بالقرب من (القنطرة البيضاء) على الشارع العام، مكوّنة من ثلاثة مشاتل متجاورة، تبلغ مساحة الأول (4) دونم، والثاني (6) دونم، والثالث (16) دونمًا، ويختصّ المشتل الأول بعرض الشتلات والمبيعات، وقد أُنشئت هذه المشاتل بجهود الخيّرين من خَدمة أبي الفضل العبّاس (عليه السلام), إذ جاءت فكرة إنشائها من حاجة العتبة العبّاسية المقدّسة إلى مشاريع كهذه؛ تحقيقًا للاكتفاء الذاتيّ في جانب الزينة والتشجير، فضلًا عن تغطية احتياجات الأقسام والمواقع التابعة للعتبة، والمشاريع المنجزة والمستقبلية، وتلك التي قيد الإنجاز. وتُعدّ مناحل الكفيل التابعة لمجموعة مشاتل الكفيل من المناحل الأنموذجية في العراق، أُنشئت بناءً على حاجة السوق المحلّية إلى منتجات نحل العسل المتميّزة، التي لا تقتصر على العسل الطبيعي، بل تتعدّاه إلى باقي منتجات خليّة النحل، من الغذاء الملكيّ، وحبوب اللقاح، وصمغ النحل (العكبر)، وسمّ النحل. إنّ جميع منتجات مناحل الكفيل تعتمد على نظام النحالة المرتحلة، وذلك سعيًا وراء مصادر النباتات المزهرة والرحيقية في عموم مناطق العراق، وبذلك تنتج أنواعًا مختلفة ومميّزة من العسل، منها عسل السدر، وعسل البرسيم، وعسل الكالبتوس، وعسل الحمضيات، وعسل الزهور المتنوّعة، كلّ هذا يتمّ بإشراف المتخصّصين، والمشرفين على تربية النحل من المهندسين الزراعيين، والنحّالين المهنيين، في إطار جهودهم المبذولة لرفد الاقتصاد المحلّي بموارد متجدّدة، إسهامًا في زيادة الإنتاج الزراعي كمًّا، ونوعًا، وتطويره، والعمل على إيجاد حالة من الاكتفاء الذاتيّ من منتوجات النحل في محافظة كربلاء المقدّسة أولًا، ومن ثمّ تتّسع الدائرة لتشمل جميع مناطق العراق عن طريق سدّ الاحتياجات الزراعية والغذائية. اهتمّت الملاكات المشرفة والعاملة على هذه المشاتل بإدخال طرق حديثة ومتطوّرة لتربية النحل، وإنتاج العسل الطبيعي من مصادر مختلفة، مثل طريقة التطعيم، وطريقة إنتاج الغذاء الملكيّ، وطريقة إنتاج الشمع الطبيعي، وذلك عن طريق مواكبة التطوّر عبر الاشتراك في المؤتمرات، والندوات، والمعارض المحلّية والدولية التي تختصّ بمجال تربية النحل، وتطوير الإنتاج، إضافة إلى إنجاز عدّة مشاريع تابعة للمشاتل، علمًا أنّها تابعة لقسم الشؤون الخدمية، منها معمل أسمدة الـ(بيتموس)، وحظيرة الأبقار لإنتاج الحليب والألبان، أمّا المشاريع المستقبلية، فنعمل على أن تكون مشاتل الكفيل من اهم الموزعين الرئيسين للشتلات في العراق. يبلغ عدد ملاك المشاتل ما يقارب (150) منتسبًا، منهم (15) مهندسًا، وطبيب واحد للإشراف على الحيوانات، ومسؤول شعبة المشاتل، و(6) مسؤولي وحدات. تفتح المشاتل أبوابها بوجه الزائرين على مدار اليوم، وتوجد لدينا جميع النباتات المحلّية والمستوردة، من إيران، وسوريا، وتايلند. وهناك أماكن مخصّصة للعوائل في المشتل الأول مع خدمات كاملة، من مجاميع صحّية، ومطعم يقدّم الوجبات الثلاث، ومركز للتسوّق، وألعاب للأطفال، وحديقة الحيوانات، والهدف من إنشاء أماكن كهذه هو أماكن عامة لأهالي مدينة كربلاء والزائرين للترفيه، أمّا زيارتها، واستخدام الألعاب، والتجوّل في حديقة الحيوانات، وتُقدّم هذه الخدمات لهم بشكل مجاني. وتتوافد العوائل إلى المشاتل بكثرة، شاكرين للعتبة العبّاسية المقدّسة على مشاريع كهذه، وفي أكثر الأوقات نشهد كثافةً لتوافد الزائرين بعد صلاة العشاءين إلى الساعة الثانية عشرة ليلًا. و الجدير بالذكر أنّ مجموعة مشاتل الكفيل تُعدّ من أهمّ المشاتل في العراق بما تتميّز به من جهة المساحة و عدد الأشجار، وبعض أنواعها النادرة، وهذا تمّ بجهود العتبة العبّاسية المقدّسة ورعايتها الدائمة لكلّ ما يصبّ في مصلحة المجتمع و تطوّره على جميع الصُعُد.