رياض الزهراء العدد 190 تمكين المرأة
تَمكِينُ المَرأَةِ
يُعدّ مفهوم تمكين المرأة موضوعًا مهمًّا للنقاش في جميع مجالات الحياة، لاسيّما مجالات التنمية والاقتصاد، ويُراد منه تحقيق المساواة بين جميع الأشخاص في الحقوق، وعدم تهميش دور المرأة في السياق الاجتماعي والسياسي، وغيرها من الجوانب الحياتية. وهناك العديد من الطرق التي لابدّ من أن نأخذها بعين الاعتبار من أجل تمكين المرأة في جميع النواحي، منها إزاحة النظرة الدونية تجاهها، التي تنظر إليها على أنّها مخلوق ضعيف، غير قادر على إنجاز المهمّات الصعبة، ويتحقّق هذا التمكين عن طريق إعطاء النساء المسؤوليات الكاملة المهمّة، إذ إنّ إشراكهنَّ بوصفهنَّ جزءًا من المجتمع في جميع مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، يترتّب عليه الكثير من الآثار الإيجابية، منها احترام الذات، والتحلّي بالثقة بالنفس، والمشاركة الفاعلة في مجتمعها وتطويره. ومن أبرز فروع تمكين المرأة مشاركتها في العملية السياسية، ولا تقتصر على مشاركتها في الانتخابات، وإعطاء صوتها الانتخابي، بل عليها الترشّح للمناصب العامّة عند توافر القدرة، وتُعدّ الدولة المسؤول بشكل كامل عن تطوير المرأة وتمكينها عبر منحها فرصًا واعدة للنساء في مجالات العمل المختلفة، بما يمكّنهنَّ من تحقيق الكثير من أحلامهنَّ في الحياة. وفي عصرنا الحالي، مع ازدياد التقدّم والازدهار والتطوّر، إلّا أنّه لا تزال الكثير من العوائل لا ترغب بإكمال بناتهنَّ لتحصيلهنَّ الدراسي لأسباب عديدة، منها الخوف غير المبرّر عليهنَّ، أو رغبتهم في تزوجيهنَّ في سنّ مبكرة، وغيرها من الأسباب, فعدم منحها فرصة للتعليم من أخطر الأمور المجحفة بحقّها، والذي لا يساعد على تمكينها, بل على العكس تمامًا، يزيد من تدميرها معنويًا ونفسيًا، فالمرأة عضو مهمّ في المجتمع، وإن استطاعت أن تسخّر كلّ ما تملك من المعرفة والقدرات في وظيفتها، فأنّها حتمًا ستسهم في ازدهار الأعمال والاقتصاد في البلد. ولا ينبغي أن ننسى خير الكلام لخير البشر محمّد (صلّى الله عليه وآله) عندما قال: "خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي"(1). ........................................................................... (1) مَن لا يحضره الفقيه: ج ٣، ص ٤٤3.