رياض الزهراء العدد 190 الملف التعليمي
المُؤَسَّسَةُ العِلمِيَّةُ وَطُرُقُ التَّطوِيرِ
تقدّم المؤسّسة العلمية كلّ ما لديها من معارف للطالب عن طريق المعلّم أو المدرّس، والهدف منها إنشاء جيل متعلّم ومثقّف لديه القدرة على الإبداع والتفكير والابتكار، يخدم شعبه ووطنه عندما يكمل مسيرته العلمية، لذلك فأنّ هذه المؤسّسات تحتاج إلى رصانة علمية عن طريق التخطيط والتفكير لإنشاء خطّة دراسية تليق بالتعليم في المدارس، ومن أهمّها: 1. توفير مكان دراسي مريح ومجهّز للطالب، حتى تكون لديه القدرة على أن يتلمّس جمال المكان، ويكون محبّبًا لديه، إضافة إلى توفير المستلزمات المدرسية والمناهج في بداية العام الدراسي، ممّا ينعكس إيجابًا على الطلبة، لاسيّما من جانب المؤسّسات العلمية، أمّا الجانب الآخر، فهو يقع على عاتق الموجودين في هذه المؤسّسة من ملاك تدريسي وطلبة. 2. يجب إعداد المعلّمين بشكل صحيح عن طريق إقامة دورات تدريبية تخصّ طرق التربية والتعليم المتطوّرة، وهذا مهمّ جدًا لمواكبة طرق التدريس الجديدة، إذ إنّ هناك طرقًا عديدةً للتدريس، فضلًا عن الطريقة الأساسية، ويتوجّب على المعلّم إيصال رسالته التربوية والعلمية بشكل سلس وخفيف إلى الطالب، وعلى فرض أنّ وقت الحصّة الدراسية هو (٤٥) دقيقة، فلنخصّص (١٥) دقيقة منها لتكون فسحةً للمعلّم والطالب لمناقشة أمر تربوي أو ديني ما، أو غير ذلك, ممّا يشكّل فرقًا كبيرًا؛ لأنّ المعلّم حينها قد قدّم درسه التربوي، والطالب تلقّى درسًا مفيدًا لحياته العامّة، وهو أمر مهمّ جدًا لبناء شخصية الطالب، وتعزيز ثقته بنفسه، ومن ثمّ لن يكون الدرس مملًّا، أمّا في الوقت المتبقّي، فيكون شرح الدرس وتوضيحه بطرق عديدة على عاتق المعلّم بحسب خطّته. 3ـ ينبغي تعليم الطلاب الالتزام بالهدوء والسكينة في أثناء الدرس، حتى يتسنّى للجميع فهم الموضوعات المطروحة. 4ـ عدم التفرقة بين الطلاب، بل نشر المساواة والعدل بينهم، وهو ممّا يؤثر في نفسية الطالب وحبّه للدرس والمدرسة، إذ نجد الطالب المعنَّف يتهرّب من الدرس ويكره المدرسة، ويكون غير موفّق دراسيًا. أمّا من ناحية الطالب، فيجب إعداده من قِبل الأهل، وتربيته بشكل يليق بتلك المؤسّسة عن طريق تعليمه احترام المعلّمين والزملاء، وضرورة توعيته بموضوع التنمّر الذي يحصل بشكل كارثي في المدارس، وتدريبه على ضبط لسانه عن الشتائم والرذائل، وتعليمه النظافة العامّة والشخصية ليكون أهلًا للمدرسة؛ لأنّها تُعدّ البيت الثاني للطالب، وبهذه الطرق البسيطة نرفع ونطوّر من مستوى التعليم بحسب إمكانات المؤسّسات الموجودة حاليًا. إنّ التعليم رسالة وأمانة تقع مسؤوليتها على عاتق كلّ عامل في هذه المؤسّسات، لاسيّما أنّ الآيات والأحاديث الشريفة تشير إلى التعليم وتحثّ عليه، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:1-5)، وقد ورد عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: "سارعوا في طلب العلم، فو الذي نفسي بيده لحديث واحد تأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضّة"(1).. ................................................................................................................................. (1) وسائل الشيعة: ج ٢٧، ص ٩٨.