تَصَوُّراتٌ مُبهَمَةٌ لَدَى التِّلمِيذِ حَولَ مُشَارَكَتِهِ دَاخِلَ الصَّفِّ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 318

ثَمّة هواجس وأفكار تنتاب المتعلّم حينما يقف على عتبة مسار العلم والمعرفة داخل أروقة المؤسّسة التربوية؛ ليصل بقدراته وإمكاناته إلى استقبال أنواع المعرفة والعلوم تحت أفياء الصفّ المدرسي، إذ يواجه لائحةً تتكوّن من تفاصيل، ورؤىً، ونظام يُؤطَّر تارةً بالإرشاد والنصح، وأخرى يُعنى بأنشطته المهاريّة، تتمثّل بإتقان ما حفظه من الواجب المدرسي المُناط إليه في ضمن الحصّة الدراسية للمادّة العلمية داخل الصفّ، فيأتي السؤال الذي يتبادر إلى ذهنه: كيف لي أن أجيب بالشكل المطلوب عن أسئلة المعلّم التي يلقيها على مسامعي؟ وتأخذ مأخذها من التفكير في ذهنه، فيعبّر عنها تارة بالنسيان أو عدم الحفظ بشكل متقن، وتارةً بتعرّضه للسهو والخطأ في إلقاء المعلومة، أو بكتابة الحلّ على اللوحة فيسخر منه زملاؤه، ليقع تحت تأنيب المعلّمة، ومن ثمّ سيخضع للعقوبة، وللتصنيف في خانة التلاميذ ذوي التحصيل البطيء والمتدنّي، وسيتمّ استدعاء والديه للحضور والمناقشة، وإطلاعهم على أمره داخل الصفّ. ويُعدّ ذلك أمرًا محزنًا ومحرجًا في آن واحد بالنسبة إليه، ومَن يبحث في تلك المشاعر والأفكار، فسيجدها حلقة مغلقة تجسّد بطبعها أحكامًا متسرّعة ومضطربة، تشير في الواقع إلى الإحباط، وفقدان الثقة، ومخاوف مزعومة سيطرت على ذهن المتعلّم بإزاء أدائه للواجبات المدرسية، وصياغة الإجابة العلمية المتعلّقة بالدرس، والمثول أمام تلاميذ الصفّ والمعلّم. يشكّل الواجب المدرسي والتحضير اليومي نشاطًا مهمًّا، وعاملًا مساعدًا يسهم في إنجاح العملية التربوية وإغنائها، ورفدها بسلوكيات وعادات صحيحة وسليمة، تهدف إلى النهوض بواقع التربية والتعليم، وتحسين المستوى الأكاديمي للتلميذ، وجعله يعتمد على نفسه، والابتعاد عن التبرير والمخاوف، وتنمية الميول الإيجابية؛ لتحلّ محلّ العائق السلبي المحيط بالتلميذ باختلاف أنواعه، ومثال على ذلك تأثّره بالأجواء المتوتّرة في البيت، وعدم تهيئة الأجواء الدراسية، أو ذكر تجربة وذكريات مؤلمة حدثت لمقرّبين منه في الماضي، ومع ذلك كلّه ينبغي وضع الحلول والمعالجات لتلك الحالة، وذلك يشمل متابعة الأسرة للمتعلّم في البيت باتّباع بعض الخطوات، منها مذاكرة الدروس اليومية بصوت عالٍ، ومشاركته بالأفكار الإيجابية، وتبادل الأدوار معه للتغلّب على المخاوف ولحظات الصمت، والضعف السلبي، وتجاذب أطراف الحديث عن كيفية قضاء اليوم المدرسي، والتحدّث عن الأشياء الأكثر جاذبية بالنسبة إليه، وتعزيز ثقته بنفسه، ومن ثمّ تشجيع المعلّم له وامتداحه، وتوقّع نتيجة مرضية ومثمرة في الأداء والتحصيل والردود التربوية والعلمية. وأخيرًا، تُفسّر تلك المزاعم على أنّها تصوّرات افتراضية وهمية، تدور في عقل التلميذ ولا مكان لها في الواقع، مع أخذ الحيطة في مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ.