عِلَّةُ إبطالِ الصومِ بالكذبِ

قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)/ (النحل:105) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار".(1) وسُئل (صلى الله عليه وآله): "يكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، قيل: ويكون بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: ويكون كذاباً؟ قال: لا،...".(2) وقال (صلى الله عليه وآله): "إن العبد ليكذب الكذبة فيتباعد الملك منه مسيرة ميل من نتن ما جاء به".(3) وقال (صلى الله عليه وآله): "إن للشيطان كحلاً، ولعوقاً، ونشوقاً، فأما لعوقه فالكذب، أما نشوقه فالغضب، وأما كحله فالنوم".(4) فلهذا ولغيره جعل الكذب من مفطرات الصائم في نهار شهر رمضان، لكن ليس كلّ الكذب وإنما نوع خاص منه وهو الكذب على الله تعالى أو على رسوله (صلى الله عليه وآله)أو الكذب على الأئمة (عليهم السلام) على الأحوط وجوباً، بل الأحوط الأولى إلحاق الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) بهم، من غير فرق بين أن يكون الكذب في أمر ديني أو دنيوي، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "إن الكذبة لتفطر الصائم، قلت: وأيّنا لا يكون ذلك منه؟ قال: ليس حيث ذهبت إنما ذلك الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة (عليهم السلام)".(5) وقال (عليه السلام) : "الكذب على الله (عز وجل) وعلى رسوله وعلى الأوصياء من الكبائر".(6) روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه ذكر عنده (عليه السلام) أن الحائك ملعون فقال: "إنما ذاك الذي يحوك الكذب على الله وعلى رسوله".(7) وقال الإمام الباقر (عليه السلام): "يا أبا النعمان لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفية...".(8) .................................... (1) مستدرك الوسائل: ج9، ص63. (2) وسائل الشيعة: ج12، ص246. (3) جامع السعادات: ج2، ص249. (4) المحجة البيضاء: ج5، ص242. (5) بحار الأنوار: ج69، ص249. (6) مستدرك سفينة البحار: ج7، ص357. (7) بحار الأنوار: ج33، ص432. (8) وسائل الشيعة: ج12، ص231.