رياض الزهراء العدد 190 طفلك مرآتك
القُدوَةُ
في مساء جميل وأجواء صافية، وجلسة جميلة تجمع الجدّة بأحفادها الأعزّاء، هتفوا قائلين: ـ احكي لنا حكاية يا جدّة! تفاجأت الجدّة من طلبهم، فهم أذكياء، ويجب أن تكون حذرة؛ لأنّهم يسألون كثيرًا عن كلّ شيء تقوله، ففكّرت أن تروي لهم قصّة بطل من الأبطال، ولا بدّ من أن يكون مميّزًا، يا تُرى من أين تأتيهم بهذا البطل، فكّرت مليًّا: أيكون بطلنا موجودًا ولا نروي قصصه لأولادنا؟! بل نحكي لهم قصصًا عن أبطال غير حقيقيين؟! فقالت: سأحكي لكم قصّة بطل شجاع، ولا يحلو الكلام إلّا بذكر خير الأنام محمّد (عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام)، هل تعرفون ما معنى البطل الحقيقي؟ الأحفاد: أن يكون قويّ البنية، لا يقدر أحد على مواجهته. الجدّة: لا، سيكون بطلنا أقوى من هذا كلّه. ظلّ الأحفاد متحيّرين، متلهّفين لمعرفة صفات هذا البطل، فقالوا: كيف يكون يا تُرى؟! الجدّة: يا أولاد، يجب أن يكون البطل الحقيقي صادقًا، أمينًا، قويًا، كريمًا، شجاعًا، شهمًا، حَسن الأخلاق، رحيم القلب، محبّ لجميع الخلق، يحبّ الله سبحانه ويحبّه الله، أن يكون متسامحًا ورحيمًا، يساعد كلّ مَن يحتاجه، قوي الإرادة، يتحمّل كلّ ما يجري عليه من مآسٍ في مسيرته البطولية، ولا توجد هذه الأوصاف إلّا في بطلنا، كان يتيمًا، تُوفّي أبوه قبل أن يولد، تربّى وترعرع في كنف جدّه ثم عمّه، كان حَسن الأخلاق، شجاعًا، يساعد الضعفاء، فهل تعرفون مَن بطلنا يا أولاد؟ قال أحمد: نعم يا جدّتي، فهذه مواصفات نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله)، لقد قرأ لي والدي القليل عن حياته العظيمة. الجدّة: نعم يا أولاد، هذا هو نبيّنا (صلّى الله عليه وآله)، ويجب أن يكون هو بطلنا وقدوتنا في الحياة، لا الأبطال المزيّفين الذين نسمع عنهم. سأكتفي اليوم بهذا القدر، وسأروي لكم قصصًا أخرى في لقائنا القادم عن نبيّنا محمّد وأهل بيته الكرام (صلوات الله عليهم أجمعين)، ومواقفهم البطولية إن شاء الله تعالى.