لَا تَجعَلي ابنَكِ سَارِقًا

نرجس مرتضى الموسوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 262

رُوي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم يُغفر لكم"(1). التربية مسؤولية إلهية عظيمة، تقع على عاتق الوالدين، فيجب عليهما أن يتقنا ويتفنّنا في مهاراتها؛ ليُخرجا خير إنسان لخير أمة، لذلك قد يصنعان شخصًا صالحًا، أو مجرمًا من حيث لا يعلمان. وكثير منّا يعاني من بعض التصرّفات الخاطئة للأطفال دون سنّ السابعة، من قبيل السرقة أو الكذب، فالأطفال لا يملكون القدرة على فهم الحقائق، ولا يميّزون بين الحقيقة والخيال، أو إدراك معنى الملكية الخاصّة والعامّة. فعندما يخبر الطفل أمّه بأنّه رأى أسدًا فهو لا يقصد الكذب، بل يعيش في عالم الخيال، فلا يصحّ أن تنعته بالكاذب، بل عليها أن تعلّمه تدريجيًا الفرق بين الواقع والخيال، كذلك إذا سرق شيئًا، فقد ينظر إليه الآباء والمجتمع على أنّه سارق، لكن الحال غير ذلك. تحتاج معالجة ظاهرة السرقة عند الطفل إلى الصبر وعدم استخدام العنف، فهناك أساليب عديدة لردعه، من قبيل تصرّف إحدى الأمّهات عند قيام ابنتها بسرقة المال منها، حيث خرجت واشترت الكثير من الأشياء التي تحبّها ابنتها كالحلوى والكعك وغيرها، ووضعتها أمامها، وقالت لها: هل أخذتِ المال لكي تشتري به؟ فأنا أستطيع أن أشتري لكِ كلّ ما تحبّينه، لكن لأنّي أحبّكِ أخشى على صحّتكِ، لذلك أعطيكِ مصروفًا يكفي ليوم واحد حتى لا يصيبكِ الأذى. أمّا ما فعلته أمّ أخرى، فحين علمت أنّ ابنها يأخذ ألعاب الأطفال الآخرين، أخفت لعبته المفضّلة، وبعد أن بحث عنها طويلًا ويئس من إيجادها، قالت له: ربّما يكون أحد قد أخذ لعبتكَ، فأجهش بالبكاء، فاحتضنته بحبّ وحنان، وقالت له: هل رأيتَ كيف حزنتَ وبكيتَ لأنّ لعبتكَ اختفت؟ فكيف تأخذ ألعاب الآخرين؟! ثم أعادت إليه لعبته. نحن نميّز بين الصواب والخطأ بشكل فطري، فلو أعطيتِ قطّةً قطعة لحم، فستأكلها باطمئنان، أمّا إن سرقت القطّة اللحم، فإنّها ستهرب. علينا بوصفنا مربّين أن نوضّح للطفل سوء فعله؛ لكي لا يتحوّل إلى عادة تلازمه طوال حياته فيضيع في هاوية الضلال، وأكّد موقع ( (Verywellfamilyعلى ضرورة إجراء محادثات متكرّرة عن الصدق، ومقابلة الطفل بعواقب أقلّ خطورة عندما يقول الحقيقة، والكثير من الثناء عندما يكون صادقًا. محاذير التعامل مع الطفل المخطئ: 1- لا تنعتيه بالسارق. 2- اصبري عليه حتى يدرك الفرق بين ما يملكه هو، وما يملكه الآخرون. 3- لا تظهري استياءكِ بشكل مفرط حتى لا يبدأ بالسرقة لينتقم منكِ، أو لكي يشعركِ بوجوده. 4- لا تضعي الأموال في متناول يده، مثلما أنّكِ لا تضعين الدواء في متناوله لكي لا يسيء استعماله. 5- كوني صديقته واسأليه عن سبب قيامه بالسرقة، وإن استمرّت الحالة معه، فيجب طلب المساعدة من المتخصّص في علم النفس والتربية ليحدّد سبب سلوكه، وعلاجه قبل فوات الأوان. ...................................... (1) وسائل الشيعة: ج21، ص ٤٧٦.