رياض الزهراء العدد 191 نور الأحكام
السَّفَرُ
س: متى يجوز سفر المؤمن إلى البلدان غير الإسلامية، ومتى يحرم؟ الجواب: يُستحسن سفر المؤمن إلى البلدان غير الإسلامية لغرض نشر الدين وأحكامه، والتبليغ بها إذا أمن على دينه ودين أبنائه الصغار من النقصان، فقد رُوي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): "لئن يهدي الله على يديكَ عبدًا من عباد الله، خير لكَ ممّا طلعت عليه الشمس من مشارقها إلى مغاربها"(1). وعن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: "استأذن رجل على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله أوصني، قال: أوصيكَ أن لا تشرك بالله شيئًا... وادعُ الناس إلى الإسلام، واعلم أنّ لكَ بكلّ مَن أجابكَ عتق رقبة من ولد يعقوب..."(2). ويجوز سفر المؤمن إلى البلدان غير الإسلامية إذا جزم أو اطمأنّ بأنّ سفره إليها لا يؤثر سلبًا في دينه ودين مَن ينتمي إليه. ويجوز له كذلك أن يقيم في تلك البلدان إذا لم تشكّل عائقًا عن قيامه بالتزاماته الشرعية بالنسبة إلى نفسه وإلى عائلته حاضرًا ومستقبلًا. ويحرم السفر إليها أينما كانت، سواء في شرق الأرض أو غربها إذا استوجب السفر نقصانًا في الدين، سواء كان الغرض من السفر السياحة، أم التجارة، أم الدراسة، أم الإقامة المؤقتة، أم السكنى الدائمة، أم غير ذلك من الأسباب.