رياض الزهراء العدد 191 نور الأحكام
التَّعرُّبُ بَعدَ الهِجرَةِ بَينَ المَاضِي وَالحَاضِرِ
التعرّب هو التخلّق بأخلاق الأعراب من سُكّان البادية، والأعراب جمع أعرابيّ وهو الجاهل من العرب، والبدويّ الذي لم يتفقّه في الدين، فمعنى التعرّب هو الإقامة والسكنى مع الأعراب والتأقلم مع جاهليتهم، والتخلّق بأخلاقهم. والهجرة: التحوّل الإيجابي من حياة البداوة والجاهلية والكفر، إلى الحياة الملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي. ومصطلح (التعرّب بعد الهجرة) مصطلح إسلامي أطلقه الشارع المقدّس على ظاهرة نكوص بعض المسلمين وابتعادهم عن المجتمع الإسلامي، وتفضليهم السكنى مع الأعراب والكفّار على السكنى مع المسلمين، وقد تواترت الأحاديث الشريفة الناهية عن هذا الأمر، وعدّتها من الكبائر. التعرّب بعد الهجرة في العصر الحاضر اختيار المسلم بلاد الكفر لسكناه وعدم تمكنّه من أداء فرائضه وواجباته، أو الحفاظ على دينه في ذلك البلد، وفي مثل هذه الحالة يجب عليه التحوّل من ذلك البلد إلى بلد غيره يتمكّن فيه من المحافظة على دينه، بخاصّة لمَن يكون لديه أولاد صغار قد تؤثر فيهم الممارسات والعادات الموجودة في تلك البلاد سلبًا. ............................................ (1) بحار الأنوار: ج1، ص ٢١٦. (2) المصدر نفسه: ج74، ص ١٣٤.