لِماذا يَجِبُ أَن نَحتَرِمَ الأَطفالَ؟

زينب ناصر الأسديّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 486

تخضع أساليب التربية الحديثة للدراسات العديدة والتحقيقات المتوالية من قِبل المتخصّصين، وقد كان لذلك الفضل الكبير في ردم الكثير من الفجوات التربوية التي انعكست بصورة سلبية على المجتمعات النامية، ومن القضايا التي كانت على طاولة البحث والاستقصاء هي إهمال الأبوين للجوانب النفسية للطفل، وصبّ كلّ الطاقات في توفير احتياجاته المادّية، من مأكل، وملبس، وما شابه ذلك. فبلا شكّ يحبّ الآباء الأبناء، ويبذلون في سبيل حمايتهم والعناية بهم الغالي والنفيس، لكن هذا لا يكفي إذا عانى الطفل من الإهمال وعدم التقدير، فمن الضروريّ جدًا خلق أجواء تربوية تسودها القيم، وتتّسم بالاحترام المتبادل، ممّا يؤدّي إلى تنمية الثقة بالنفس، وتكوين شخصية قوية تتمتّع بالاستقلال الفكري، والإدراك العقلي السليم. فإذا شعر الطفل بأنّه يحظى بالمكانة اللائقة في الأسرة، فضلًا عن كونه سيتعلّم احترام الآخرين، سيتعلّم أيضًا تقدير نفسه وذاته، وينشأ إنسانًا محترمًا، وبذلك سنتجاوز الكثير من المشكلات التي قد تواجهنا مستقبلًا. من أساليب الاحترام المؤثّرة: ● خصّ الأطفال بالسلام وإلقاء التحيّة عند الدخول والخروج. ● مشاركة الحديث معهم. ● الانتباه لهم، وتوفير احتياجاتهم في الفعّاليات الاجتماعية، مثل الضيافات والسفرات. ● عدم إثقالهم بالطلبات المتكرّرة. ● الاستفسار عن رغباتهم قبل القيام ببعض النشاطات، مثل زيارة الأصدقاء. تعويد الأبناء على السلوك الجيّد منذ الصغر والتصرّف معهم مثل الأصدقاء، يضمن انتقالًا سلسًا في أطوار حياتهم المختلفة، كمرحلة المراهقة الحرجة، قبل الوصول إلى مرحلة النضوج الكامل. كيف نتحدّث مع الأبناء بصورة محترمة؟ 1- كلّما كان الكلام ليّنًا وهادئًا معهم، كلّما ترك أثرًا بالغًا أكثر. 2- احترام خصوصياتهم، وعدم معاقبتهم أمام الآخرين من الأقرباء والأصدقاء. 3- أن يكون الكلام منطقيًّا، فلا يُكلّف الطفل أو الشابّ ما يفوق طاقته. 4- بيان المطلوب بصورة واضحة، والابتعاد عن المحاضرات المطوّلة. 5- ملاحظة الحالات النفسية للطفل، فمثلًا لو كان مستغرقًا في مشاهدة برنامجه المفضّل، فلا ينبغي أن يُطلب منه القيام بمهمّة معيّنة. 6- الحوار الهادئ والمناقشة، وتوضيح ميزات أيّ موضوع وعيوبه، مع التأكيد على حرّية اتّخاذ القرار، كلّها أمور تؤدّي إلى اختيار الحلّ الأنسب. 7- يكشف الأبناء عن صراعاتهم الداخلية في أثناء الحديث، لذا لا بدّ من الإنصات إليهم جيّدًا. 8- الابتعاد عن المزاج السيّئ، والوجه المتجهّم، والانتقاد الدائم؛ لأنّها تضرّ بالعلاقات دومًا. يشكّل أبناء الأمّة الرصيد الذي يُعقد عليه الآمال؛ للنهوض بها نحو مستقبل يتّسم بكلّ صفات الجودة المرجوّة لهذا البذر السليم.