كَيفَ أَحُلُّ مَشاكِلِي مَعَ تنظِيمِ الدَّخلِ
يعدّ تنظيم الدخل من الأمور المهمّة التي تشغل اهتمام العديد من الأسر، وذلك لما له من آثار في حياتها واستقرارها الاجتماعي، ولا يُقصد بالتنظيم التقتير على العائلة، بل ترشيد الإنفاق وَفق الضروريات؛ لأهمّية ذلك في استقرار العائلة المادّي، والقدرة على مواجهة المشاكل والأمور الطارئة عليها، بخاصّة أصحاب الدخل المحدود، فالتخطيط السليم للميزانية يُعدّ خطوة مهمّة وحضارية تجنّب الأسرة توتّرات الأزمات التقشّفية على المدى البعيد. في استطلاع للرأي مع مجموعة من السيّدات حول هذا الموضوع، حصلنا على إجاباتهنَّ التي تصبّ في وضع حلول تعالج مشكلة تنظيم الميزانية: المهندسة إيمان/ أمّ لأربعة أولاد، قالت: تنظيم الدخل لا يوجد له طريقة واحدة، فهو يخضع لنمط الإنفاق والادّخار، ورصد المبالغ المخصّصة لكلّ شهر، وما يتلاءم مع دخل الأسرة، بحسب ظروف العائلة في كلّ شهر، فقد تحتاج الأسرة إلى مبلغ إضافي بسبب طارئ ما، والتعاون بين أفرادها يسهم في تنظيم الدخل والخروج من الأزمات التي يواجهونها. أمّا السيّدة يسرى/ معلّمة متقاعدة فترى تفاهم الزوجين ورصد مبلغ معيّن للإنفاق والسير على جدول مدروس وَفق مبدأ المهمّ والأهمّ في احتياجات الأسرة، يُعدّ من الضرورات التي يجب الحرص على الالتزام بها، إضافة إلى رصد مبلغ مالي للإنفاق في مدّة زمنية معيّنة كالأسبوع أو الشهر أو السنة، وبهذا تضمن الأسرة عدم تأثر دخلها عند حدوث الأزمات الاقتصادية. كوثر حسين مطيرة/ طالبة صيدلة: لا بدّ من الخروج من النمط الهامشي بعدم التخطيط المسبق للميزانية، وينبغي أن تكون هناك ثقافة مالية في كيفية الإنفاق، إذ من المهمّ تعزيز الوعي الاستهلاكي، لذا ينبغي مراعاة إمكانات الأسرة، واتّباع نظام الإنفاق السليم من حيث عدم زيادة مقدار المُنفَق على الدخل، وتوزيع الدخل قدر الإمكان على موارد الإنفاق. أمّ زهراء/ ربّة بيت: على الرغم من فهمي المحدود عن تنظيم الدخل، إلّا أنّه يصحّ أن نطلق عليه أنّه علم خاصّ، فمثلما تسقط الدول اقتصاديًا لعدم تخطيطها المسبق، كذلك الشخص قد يضطرّ إلى الاقتراض، وتتدهور حالته المعيشية فيما لم يضع ترتيبًا لأولويات الإنفاق، إلى جانب عدم حرمان نفسه وأسرته بالتقتير عليها، فالوسطية في الإنفاق مطلوبة. أشواق الدعميّ/ مديرة مدرسة، كان ردّها عن تنظيم الدخل كالآتي: من أكبر المشاكل التي تواجه الفرد والأسرة على السواء هي مشكلة المصروفات غير المتوازنة مع الدخل، ممّا تؤدّي في أغلب الأحيان إلى لجوء الأسرة إلى الاقتراض من المصارف والآخرين، وهذا الأمر يضيف عبئًا جديدًا عليها، فلابدّ من تنظيم الدخل عبر تحديد الأولويات التي تأتي بالدرجة الأولى من حيث الإنفاق، ثم تأتي بعدها الأشياء الأقلّ أهمّية، وهذا الجدول لا يشكّل ضررًا للفرد، بل مجرّد التأجيل إلى وقت آخر، والأمر المهمّ الآخر هو ادّخار كلّ فرد لمقدار من الدخل ولو قليلًا، تحسّبًا للحالات الطارئة التي قد يتعرّض لها، وبذلك يتولّد لديه شعور بالأمان لمواجهة تقلّبات الميزانية. وكان رأي الستّ آلاء/ معلّمة: أنّ طريقة إعداد ميزانية المنزل على أساس تحديد الدخل الشهري الذي يحصل عليه أفراد العائلة يُعدّ من الضرورات، ويجب تسجيل النفقات والمبالغ المالية المتبقية في نهاية كلّ شهر، ويبدأ تنظيم الدخل الناجح عن طريق تدوين البيانات بدقّة في الجداول أو المفكّرة، مثلما يمكن تحميل البرامج التي تُعنى بتنظيم الدخل على جهاز الحاسوب أو الهاتف المحمول؛ للاستفادة من الخطط المالية المطروحة لحلّ مشاكله، وبشكل عام، تتغيّر الميزانية مع تغيّر نمط إنفاق العائلة وظروفها في المدّة الزمنية المرصود لها مبلغ محدّد، ومن المهمّ إدراج قائمة للمدّخرات، تسجّل فيها المبالغ التي يُستغنى عنها، للاستفادة منها في المصاريف المستقبلية أو حالات الطوارئ. ممّا لا شكّ فيه أنّ أهمّ عوامل نجاح الإنفاق الرشيد للأسرة هو المساحة التي يصنعها أفرادها للتفاهم حول ذلك، والتي تعتمد على التخطيط السليم للمصروفات وترتيبها وفقًا للحاجات الأهمّ والأساسية.