رياض الزهراء العدد 191 التربية الرقمية
الرَّقابَةُ الأَبَوِيَّةُ الإِلكتِرونِيَّةُ.. صِيانَةٌ وَحِفظٌ
من المعلوم أنّ الهواتف الذكية أصبحت من أساسيات الحياة العصرية، وأسلوب تعامل يومي لدى الكثير، وأضحى من أكثر الأشياء التي تهدّد صحّة الأسرة والمجتمعات، لذا تحذّر الكثير من الدراسات التي أجراها الاختصاصيون من زيادة أضرار الإصابة النفسية والجسمية، بخاصّة لدى الأبناء في مراحل العمر المبكرة، نتيجةَ تقليب الهاتف على مدار اليوم للتسلية أو التعارف، ومن أضرار هذه الأجهزة عزل الفرد نفسه خلف الشاشة لساعات طويلة تمتدّ إلى حدّ الإدمان، أو مشاهدة محتويات سيّئة مدمّرة للنفس والعقل، أو استخدامها في مواضيع خاطئة، ممّا يثير قلق أولياء الأمور ومخاوفهم، ويدفعهم إلى الاطّلاع المستمرّ على محتويات الهواتف الخاصّة بأبنائهم للاطمئنان على سلوكياتهم إن كانت تسير في المسار الصحيح. وأساليب المراقبة قد تأتي بنتائج سلبية مع وجود محتويات سيّئة، أولها تفتيش الهاتف بدون رضا الأولاد، ثمّ المبالغة بردود الفعل كالعقاب الشديد، ممّا يدفع بعض الأولاد إلى إخفاء محتويات هواتفهم، كالاعتماد على رقم آخر لا يعلم به الوالدان، أو حذف الصادر والوارد، أو إخفاء آثار نشاطاتهم وتواصلهم، فيؤدّي إلى عدم انتباه الأهل للتغييرات التي تحدث للأبناء، أو مستوى تعرّضهم لمعلومات ضارّة. في حين أنّ غياب الرقابة من أكثر الأمور التي تؤدّي إلى التدمير المعنوي والنفسي والجسدي، وذلك بسبب الانفتاح الزائد، ومنح الحرّية من دون ضوابط، وقلّة وعي الأسرة بالأضرار، وانشغال الوالدين بالعمل وترك الأبناء مع الأجهزة الإلكترونية، أو إدمان أحد الوالدين أو كليهما عليها، لذا ينبغي التعامل الواعي لصيانة الأبناء من آثار الهاتف السلبية وحفظهم، منها: - الاتفاق معهم على أن تكون هواتفهم متاحة لأولياء الأمور بتقليبها من باب العلم بالشيء، وبدافع الحرص وليس الشكّ في سلوكياتهم. - اتّباع أسلوب المراقبة المفاجئة بطريقة لطيفة لا تثير استفزازهم أو رفضهم. - في حال عثور أولياء الأمور على محتويات سيّئة، عليهم النصح بأسلوب حكيم، بعيدًا عن الغضب، والتهديد، محاولين بناء الثقة والتقرّب من الأبناء. - محاكاة العقل اللاواعي للأبناء بغية توضيح الأضرار النفسية، والمساوئ الأخلاقية والدينية المترتّبة على المحتويات السيّئة. - عند تعذّر إيجاد الحلول المناسبة مع الأبناء في حال رفضهم للتغيير، لا بدّ من اللجوء إلى الاختصاصيين لمعرفة الأسباب الحقيقية للمشكلة، ووضع طرق العلاج الفعّالة.