لِمَاذَا الجِهَاد؟

الشيخ هادي العامري/ مسؤول وحدة اليمين
عدد المشاهدات : 135

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)/ (الصف:10). الجهاد مأخوذ من الجهد بمعنى التعب والمشقة، أو من الجهد بمعنى الطاقة، والمراد به هنا القتال لإعلاء كلمة الإسلام، وإقامة شعائر الإيمان، وهو واجب كفائي، فلا يتعيّن على أحد من المسلمين إلّا أن يعيّنه الإمام (عليه السلام) لمصلحة تدعو إلى ذلك، ثم إن الجهاد مع الكفار من أحد أركان الدين الإسلامي، وقد تقوّى الإسلام وانتشر أمره في العالم بالجهاد مع الدعوة إلى التوحيد في ظلّ راية النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ومن هنا اهتم القرآن الكريم به في ضمن نصوصه التشريعية، حيث ورد في الآيات الكثيرة وجوب القتال والجهاد على المسلمين مع الكفار المشركين حتى يُسلموا أو يقتلوا، ومع أهل الكتاب حتى يُسلموا أو (يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)/ (التوبة:29). ومن الطبيعي أنّ تخصيص هذا الحكم بزمان مؤقت وهو زمان الحضور لا ينسجم مع اهتمام القرآن وأمره به من دون توقيت في ضمن نصوصه الكثيرة. أمّا بشأن ما ورد عن طريق السنة المطهرة من الأحاديث الحاثة على الجهاد فهي كثيرة جداً نختار بعضاً منها: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): "فوق كلّ ذي برّ برّ، حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قُتل في سبيل الله فليس فوقه برّ..".(1) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "كتب الله الجهاد على الرجال والنساء، فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتى يُقتل في سبيل الله، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته..".(4) وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض".(2) وعن الإمام الباقر (عليه السلام): "الخير كلّه في السيف وتحت السيف وفي ظل السيف..".(3) ................................. (1) الكافي: ج2، ص199. (2) الكافي: ج5، ص6. (3) الكافي: ج5، ص7. (4) الكافي: ج5، ص7.