اِستِراتِيجِيَّةُ النَّمذَجَةِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 278

أنشطة متنوّعة وخبرات هادفة تنمّ عن ممارسة فاعلة ومثمرة من قِبل المتعلّمين تُبنى على الاكتساب، والاستمرار في التزوّد من المعرفة والعلوم من الآخرين، وإعادة طرحها على المجتمع، كلّ ذلك يتمّ عبر (استراتيجية النمذجة)، وهي إحدى طرق التعلّم النشط في المؤسّسة التربوية، وتعلّم مهارة معيّنة تُؤطّر بسلوك هادف يجذب الانتباه، ويشدّ المتلقّي، ويتمّ ذلك عبر أحداث ومواقف تعليمية، وتربوية، واجتماعية، ومن ثمّ تشكّل تلك الطريقة انتقالة إيجابية للأفكار والمهارات إلى التلميذ أو مجموعة من التلاميذ. ولابدّ من توافر أدوات وعناصر مهمّة في تطبيق (النمذجة)؛ ليتمكّن المتعلّم من استقبالها بالشكل الصحيح والأمثل، وبطريقة ناجحة شاملة لتلك العناصر، كالتركيز والانتباه مع الملاحظة الفعلية، وإدراك ما يتمّ طرحه، فضلًا عن التقبّل، وامتلاك الدافعية الواعدة لتبادل المنفعة بين الشخص المُلاحِظ أو المُكتسِب، وبين الشخص الأنموذج صاحب الأطروحة ومبتكر النشاط، والتفاعل المباشر مع مقدّم الطرح أو النشاط، والعمل بما يتمّ توجيهه من نصائح وإرشادات، والاستعداد للمشاركة في المناسبات والندوات لعرض ما تمّ اكتسابه من مهارات، سواء كانت لغوية، أو حسابية، أو رياضية، أو فنون تشكيلية، أو إعلامية، وغير ذلك. ويُعدّ الأنموذج المباشر الذي يتوافر لديه عنصر الاقتداء، المثال الحيّ والمؤثر في نفوس المتعلّمين بغية الوصول إلى هدف سامٍ وحضاري، يسهم في تنمية العملية الأكاديمية والتربوية وتطويرها، ومعالجة نقاط الضعف والتراجع في المستوى العلمي، وفي الوقت ذاته يبرز الدور الفعّال لتعديل السلوك غير المرغوب فيه، وغرس العادات والقيم الإيجابية، والأخلاق الفاضلة، والعمل على تقوية الذاكرة، وإطلاق العنان للغوص في الخيال العلمي، ونسج الأفكار المعرفية، ثم جمع النتائج المثمرة لما توصّل إليه المتعلّم عن طريق التخيّل، وإيجاد الرابطة بين سلسلة تلك الأفكار، والقدرة على التوقّع والتفكير الإبداعي. ولابدّ لميزة التكرار من الحضور في عملية اكتساب نمط أو سلوك معيّن عبر تطبيق الاستراتيجية، مع الاحتفاظ الوافي بالمعلومة أو الخبرة بوضع إشارة مميّزة ومثبّتة عليها، لاسيّما الخبرة الكتابية واللفظية، وفي نهاية المطاف في أروقة التعلّم النشط لابدّ من ذكر إحدى فوائد التعلّم بالنمذجة والتقليد، وهو اتّساع دائرة التواصل، والعمل التعاوني بين المتعلّمين، والتناغم مع الشخصية القدوة في المدرسة.