الاِنفِعالاتُ وَتأثِيرُها فِي صِحَّةِ الإِنسانِ

أ‌.د. سعاد سبتيّ الشاويّ/ جامعة بغداد
عدد المشاهدات : 198

الانفعالات حالة نفسية وجدانية تؤثر في الإنسان وفي توازنه في الحياة، وتجعله لا يستطيع اتّخاذ القرارات السليمة، وتفقده الإرادة في تخطّي الفشل ومواجهة الصعوبات. تُصنّف الانفعالات إلى: 1ـ الإيجابية: وهي التي تبعث على الطاقة والحماس في الإنسان، كالفرح والحبّ. 2ـ السلبية: تقلّل من الحماس والطاقة لدى صاحبها، كالخوف والغضب. 3ـ الفطرية: تظهر في بداية العمر وتكون تلقائية، كانفعال الطفل بالبكاء، وحاجته إلى المأكل والمشرب. 4ـالمكتسبة: تأتي في نهاية العمر، وتكون نابعة من تراكمات مختلفة. أسباب الانفعالات: إنّ من أسباب الانفعالات الوراثة، والتنشئة الاجتماعية، والضغوط النفسية، والتفكير السلبي، وضغوط العمل، وضغوط الدراسة، والمرض، والإرهاق العقلي الشديد، والحالات التي تسبّب اختلالات هرمونية، كقصور الغدّة الدرقية، والاضطرابات العصبية. فائدة الانفعالات: إنّ النِسب المعتدلة من الانفعالات تحقّق العديد من الفوائد بالنسبة إلى الفرد، منها زيادة الشحنة الوجدانية المصاحبة للانفعال من تحمّل الفرد، ودفعه نحو مواصلة العمل وتحقيق الأهداف، مثلما أنّ لها قيمة اجتماعية، فالتعبيرات المصاحبة للانفعال ذات القيمة التعبيرية تربط بين الأفراد، وتزيد من فهمهم لبعضهم، وتُعدّ مصدرًا من مصادر السرور، فكلّ فرد يحتاج إلى نسبة معيّنة منها، فإذا زادت أثّرت في سلوكه وتفكيره، وإذا قلّت أصابه الملل، مثلما أنّها تهيّئه للمقاومة عبر تنبيه الجهاز العصبي اللاإرادي. أضرار الانفعالات: للانفعالات أضرار على صحّة الإنسان، فعندما ينفعل فإنّ هرموني الـ(كاتيكولامين) الخاصّ بالضغط والتوتّر، وهرمون الـ(أدرينالين) الخاصّ باستثارة الخلايا العصبية يرتفعان، ممّا يؤدّي إلى حدوث أضرار ومشاكل في الجهاز التنفّسي، إذ لا يستطيع الفرد التنفّس بسهولة، وتزداد فرص إصابته بالربو، والصداع، واضطرابات النوم، وارتفاع ضغط الدم، وتراجع الذاكرة والتركيز، فضلًا عن التدهور في العلاقات الاجتماعية. كيفية التعامل مع الشخصية الانفعالية: يكون عبر تجنّب الحديث معه عند الشعور بأنّه في مزاج غير جيد، ويظهر ذلك من تعابير وجهه، والابتعاد عن أسلوب الاستفزاز معه، أو النقاش بشكل حادّ؛ لأنّ ذلك سيؤدّي إلى زيادة انفعاله وغضبه، وينبغي اختيار عبارات محترمة، وإنهاء النقاش معه عند الشعور بأنّه بدأ بالتوتّر والانفعال، والاستماع لما يقوله من دون مقاطعته في أثناء حديثه حتى لا يفقد أعصابه، مع تكرار بعض العبارات التي يقولها لكي يشعر بأنّ الشخص المقابل مهتمّ بما يقول، وضرورة التحدّث معه بصوت منخفض؛ لأنّ الصوت العالي يزيد من توتّره واضطرابه. نصائح وإرشادات: لتخفيف الانفعالات الناجمة عن الإجهاد والضغط العصبي، يجب تجنّب المواقف التي تسبّب الانفعال والتوتّر، ومحاولة ضبط الأعصاب عند التعرّض لأيّ موقف يسبّب التوتر، والتقرّب من الله عبر ممارسة العبادات اليومية، والدعاء، والوضوء بالماء البارد؛ لأنّه يساعد على تهدئة النفس، أو تغيير المكان الذي هو فيه، مع تغيير وضعية الجسم، فإذا كان واقفًا فليجلس أو العكس، وممارسة التمرينات الرياضية يوميًا، كالتنفّس العميق، والاسترخاء، والتأمّل، والتحدّث مع الأشخاص المقرّبين؛ لتفريغ المشاعر السلبية المتراكمة، إلى جانب العلاج بالأدوية، فلا يوجد داء إلّا وجعل الله سبحانه وتعالى له دواءً، وقد قال سبحانه: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ... (الإسراء:82)، فالقرآن خير دواء لخلاص النفوس من التوتّر والانفعال.