رياض الزهراء العدد 191 تاج الأصحاء
الفُطرُ الرِّيشِيّ مَلِكُ الأَعشابِ وَمُجَدِّدُ الشَّبابِ
خلق الله تعالى أنواعًا عديدة ومختلفة من الفطريات في الطبيعة، وتنوّعت استخداماتها والاستفادة منها بحسب نوعها، ومن الفطريات المفيدة ذات القيمة الغذائية والعلاجية العالية هو (الفطر الريشي) أو (الفطر الأحمر) أو (الجانوديرما)، ويوصف بأنّه فطر قاسٍ خشبيّ، وذو طعم مرّ، واشتهر بكونه سرّ الحياة الصحّية، وهو معروف منذ (5000) سنة، وأُجريت أبحاث طبّية كثيرة عن خصائصه، وتُعدّ الصين موطنه الأصلي، ويُعرف بـ(ملك الأعشاب) لكثرة استخدامه في الطبّ الصيني، إذ يحتوي على موادّ كيميائية عديدة مثل (Triterpenoids)، والسكّريات، ومادّة (Peptidoglycans)، وهي المسؤولة عن إعطائه الخصائص العلاجية، ومن أبرز فوائده المساعدة على التخلّص من حدّة القلق والتوتّر التي يشعر معها الإنسان بأنّه غير مرتاح، حتى إن كانت الظروف من حوله مريحة، فقد أُجريت دراسة طبّية على (132) شخصًا يعانون من الوهن العصبي، وهي حالة غير واضحة المعالم، تتمثّل أعراضها بالشعور الدائم بالألم، والصداع، والتهيّج، والتعب لسبب غير واضح، فتحسّنت معظم الحالات بعد تناول (الفطر الريشي) لمدّة (8) أسابيع، وقد أظهرت الأبحاث التي أُجريت على المصابين بالسرطان أنّ بعض الجزيئات الموجودة في هذا النبات يمكن أن تزيد من نشاط إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء التي تسمّى بالخلايا القاتلة الطبيعية (Natural Killer Cell)، وهذه الخلايا هي المسؤولة عن مكافحة الالتهاب والخلايا السرطانية في الجسم، وبحسب الدراسات قد تبيّن أنّ (الفطر الريشي) يزيد من عدد الخلايا البيضاء الليمفاوية، ويزيد من قوة المناعة عن طريق تأثيره المباشر في الجينات الموجودة في خلايا الدم البيضاء التي تُعدّ إحدى أجزاء الجهاز المناعي، وأظهرت دراسة أخرى أُجريت على (126) شخصًا لمدّة (12) أسبوعًا، أنّ تناوله يزيد من مستوى الكولسترول الجيّد في الدم (HDL)، مثلما أنّه يقلّل من الدهون الثلاثية، وعند تناوله لمدّة (16) أسبوعًا وُجد أنّه يخفض مستوى الكوليسترول في الدم بدرجة ملحوظة، مثلما أنّه يقلّل من مستوى ارتفاع السكّر في الدم، وعُدّ من أقوى مضادّات الأكسدة، ممّا يعطيه خصائص مضادّة للالتهاب والسرطان، وخصائص مضادّة لشيخوخة الجسم، فيحافظ على الشباب. ومن الجدير بالذكر أنّ استهلاكه لمدّة تزيد عن (6) شهور قد تسبّب ردّ فعل تحسّسي لدى بعض الأشخاص، فعلى الرغم من قيمته العلاجية العظيمة، إلّا أنّه في الوقت نفسه قد يتعارض تناوله مع بعض الأدوية، إذ يتداخل تأثيره مع آليّة عمل أدوية من قبيل: مضادّات التخثّر، مثبّطات المناعة، العلاج الكيميائي، لذا ننصح بالاطّلاع على خصائصه وفوائده.