إِبداعٌ جَماعِيّ قَدَّمتهُ المِلاكاتُ النِّسوِيَّةُ فِي العَتبَةِ العَبَّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ

دلال كمال العكيليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 274

قيل هي أيام من العمر انقضت في رحاب قمر بني هاشم (سلام الله عليه)، تمّ فيها إحياء ذكرى ولادة حبيبة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبضعته وروحه التي بين جنبيه، الحوراء الإنسية، الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، توافدت المحبّات والمواليات العاشقات تربة كربلاء المقدّسة للمشاركة في إحياء ذلك الحفل البهيج الذي أقيم لأربعة أيام متواصلة. تجسّدت في ذلك المهرجان أروع صور التعاون، إذ تضافرت الجهود في العتبة العبّاسية المقدّسة بين الشُعب والمراكز النسوية وبين دعم الأخوة من الأقسام الفاعلة في العتبة لتتشكّل أبهى الصور واللوحات التي قُدّمت للعيان على شكل فقرات مرتّبة متسلسلة مدروسة بشكل دقيق، فكلّ من موقعه عمل جاهدًا لتقديم أفضل ما يمكن لإنجاح روح النبوّة، من الملهم الأول والمتوّج بعمامة جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بدأ الدعم اللامحدود، والمتابعة لكلّ تفاصيل ذلك المهرجان، والتشجيع والدعم الذي حمّل تلك النسوة مسؤولية إقامة مهرجان كهذا حقّق أصداءً واسعةً وفاعلةً على المستوى المحلّي والعالمي، مرورًا بالإدارات العليا للعتبة العبّاسية المقدّسة التي لم تدّخر أيّ نوع من الدعم إلّا وقدّمته على أحسن ما يكون. ويأتي دور الأخوة في جميع مفاصل العتبة المقدّسة، إذ أخذ كلّ على عاتقه متابعة المتعلّقات التي أوكلت إليه وإتمامها على أكمل وجه، فمنهم مَن خلّد بلمساته الهندسية تلك المشاريع العملاقة التي نُفّذت على يد أمهر المهندسين العراقيين لتكون مرآة للإمكانات الفذّة في العتبة المقدّسة، لننتقل إلى تلك الصروح العلمية التربوية التي تبدأ من رياض الأطفال إلى الجامعات التي تسرّ الأنفس عند زيارتها، وها هي ملاكات التربية والتعليم العالي تقف جنبًا إلى جنب مع الأخوات في شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية لتقدّم أروع الأمثلة على التعاون وتبادل الخبرات، ليأتي بعد ذلك مركز الكفيل للإعلان والتسويق تاركًا بصمته في كلّ صفحة ولوحة طُبعت وأُرّخت وعُرضت في المهرجان. التعاون بين مفاصل العتبة المقدّسة كثيرة ولا نغالي إذا قلنا إنّ الجميع قد عمل جاهدًا منذ الأيام الأولى التي تقرّر فيها إقامة المهرجان إلى آخر يوم وُدّعت فيه ضيفات المهرجان على مشارف المطارات. حقّقت النساء نجاحًا جماعيًا، فمن مدارس الكفيل الدينية النسوية انطلق العمل لتشترك فيه نساء تقلّدنَ إدارات مختلفة في العتبة العبّاسية المقدّسة، إذ رسمنَ أبهى الصور لما يمكن أن تقدّمه المرأة من إنجازات على مختلف الصُعد. روح النبوّة بنسخته الخامسة وتحت شعار: (السيّدة الزهراء عليها السلام ألق المآثر وربيع المفاخر) مهرجان عالمي شاركت فيه كفاءات من مختلف دول العالم؛ ليحملنَ معهنَّ تلك التجربة الحداثوية الغنيّة، إذ انتهلنَ في الجلسات البحثية من سيرة سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) العطرة التي قُدّمت وَفق إطار علمي رصين، لتحضر الفنون بشتى أنواعها، من صوت القلب الذي ترنّمت به الشاعرات، إلى تلك اللوحات التي جسّدت قصصًا حيّةً، وإلى الخطّ والصورة، إذ ترك كلّ فنّ من الفنون أثرًا في النفس وتحكّمًا في المشاعر بطرق مختلفة، فمرّة تجد الجمع يبكي، وأخرى يبتسم، ومرّة يندهش. انقضت أيامه، لكنّه خلّف علمًا وحبًّا ووئامًا، وأشعرنا بروح التعاون، وغبطتنا بفرحة النجاح منتظرين النسخة السادسة بحلّة جديدة، ومشاركات أوسع، وإنجاز يتناسب وصاحبة الذكرى (عليها السلام). مدير التحرير